حينما تكون القلوب في أكنّة
هدى من الآيات :
في سياق الآيات التي توضح عوامل الكفر النفسية ، يأتي هذا الدرس ليبيّن : أن مجرد الاستماع الى الحق لا يكفي للايمان به ، إذ ان المهم هو قلب الإنسان الذي لو لم يزكّ من عوامل الانحراف فان أذنه تثقل ، وعينه لا تبصر ، ولسانه لا يلهج الا بالجدل والبهتان ـ فمثلا ـ لا يفرق صاحب القلب المريض بين الرسالة الجديدة ، وبين الأساطير القديمة ، وهؤلاء لا يبتعدون عن الحق فقط ، بل وينهون الناس عنه وهم لا يعرفون قيمة الحق ، وأنه يساوي أنفسهم.
وفي يوم القيامة يدين هؤلاء أنفسهم على فعلتهم السابقة والتي تمثلت في الكفر بالحق بالرغم من وضوحه أمامهم ، ولو ردّوا الى الدنيا لعادوا الى كفرهم ، والسبب هو ان الكفر ليس نتيجة غموض في الحق ، أو عدم صحة آياته ، بل هو نابع من مرض في قلوبهم وما دام المرض موجودا فان التوبة الظاهرية لا تكفي.