الضلالة.
امتحان وفرز :
[١٥٠] كانت عبادة العجل امتحانا عسيرا لقوم موسى (عليه السلام) وتصفية للعناصر الضعيفة والخائنة في المجتمع الرسالي الذي ينبغي أن يقود المجتمعات الأخرى ، ويشهد عليها ، لذلك حين عاد موسى الى قومه كان غضبان أسفا.
(وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً)
يبدو لي ان الغضب هو الرفض الشديد لشيء ما مع القيام بعمل ما من أجل تغييره وإصلاحه وتعويضه ، بينما الأسف هو : ردّ الفعل النفسي تجاه حادثة سابقة قد وقعت خطأ ، وموسى (عليه السلام) كان متأسفا لما وقع عليه قومه سابقا من انحراف وضلالة ، وغاضبا عليهم الآن لما هم فيه من نقص وقلّة فهم ووعي ..
(قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي)
لقد تركت وصيي كقائد لكم وكشاهد عليكم.
(أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ)
وأردتم الوصول اليه قبل ميعاده.
إن قوم موسى كانوا لا يزالون في مرحلة الايمان بالحضور والشهود لا بالمستقبل والغيب ، وهذا كان أحد العوامل لتسارعهم الى عبادة العجل باعتباره إله موسى ، كما كان السبب في طلب فريق منهم رؤية الله بأعينهم.
(وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ)