خسر نفسه ، وضيع الفرصة عليها ، والسبب أنه حين جاءته الآيات الكريمة لم يستمع إليها حتى يهتدي بها ولا يظلم نفسه ..
بينات من الآيات :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[١] (المص)
هذه هي فواتح السور التي قيل عنها أشياء كثيرة قد يكون أغلبها صحيحا ، باعتبار القرآن الكريم ذو أبعاد مختلفة ، بيد أن من الممكن ان تكون هذه الأحرف رمزا تدل على ذاتها دون اي شيء وراءها ، كما سبق وأن تحدثنا عنه في سورتي البقرة وآل عمران ، وعلى هذا الأساس تكون الكلمة التالية لها خبرا لها.
ربانية الكتاب :
[٢] ولم يكن القرآن من تأليف محمد (صلّى الله عليه وآله) ولا من نبوغه ، بل هو كتاب أنزله الله ، وأحد أبسط الأدلة على ذلك أن صدر الرسول يكاد يضيق به ، ولذلك أمر الله رسوله بأن يتسع قلبه الشريف لهذه الرسالة.
(كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ)
الرسالة بحاجة الى سعة الصدر حتى يتحمل الفرد ثقل الحقائق التي فيها وو حتى يتحمل جهد العمل بها ، وصعوبات تبليغها ، وسعة الصدر تأتي من الايمان بالغيب ، بالمستقبل البعيد ، بالآفاق الواسعة ، ومن التوكل على الله ، والثقة بالقدرات التي أودعها في كيان البشر ، والامكانيات التي سخرت له ، وبالتالي فان سعة الصدر نابعة من الخروج عن زنزانة الذات ، والانطلاق في رحاب الله من أجل خدمة البشرية جميعا.