الشرك. ينكر الحق ، ويكذب به حتى وإن جاءه بدون بحث أو صعوبة.
(فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)
إن مثل هؤلاء لا يعرفون أهمية الحق ودوره في فلاحهم وسعادتهم ، ومدى حاجتهم اليه ، وهذا الجهل سيرديهم ، لأن الحق الذي يستخفون به ، وينكرون دوره في حياتهم سوف ينتقم منهم غدا حين يخالفونه.
إنك إذا أنكرت حقيقة الجاذبية في الأرض وأعرضت عمدا عن كل الآيات التي تدل عليها. وإذا قيل لك : إن سقوط التفاح من الشجر وانحدار السيل ، وتساقط المطر كل ذلك يدل على الجاذبية ، وأنك لو قفزت من علّ فسوف تسحبك الأرض وتحطم عظامك ؛ قلت : كلّا .. ولم تستمع الى الأدلة ، بل أعرضت عنها.
ماذا ستكون النتيجة؟ بالطبع إنّ هذا الحق الذي أنكرته اليوم ، سيأتيك غدا لينتقم منك ، بأن تسقط في يوم من الأيام فاذا بعظامك محطّمة.
كذلك لو أنكرت حقيقة أنّ السكوت على حكم الظالم سيحطم سعادة الشعب ، ولم تستمع الى آيات هذا الحق المتمثلة في مئات العبر التاريخية الغابرة ، والتجارب البشرية الحاضرة ، فسوف تسكت عن الظالم ، وتكون أنت أول من يحيط به ظلم الظالم ، ويحطم سعادته.
[٦] هكذا كان مصير كلّ أولئك الذين أعرضوا عن آيات الله ، وكذبوا بالحق ، واستهزءوا به كتعبير عن استخفافهم به ، واستهانتهم بدوره في سعادتهم.
سنة العذاب :
إننا إذا نظرنا الى تاريخ البشرية فإننا نرى حقيقة بارزة هي أن مصير كلّ المكذبين بالحق كانت المأساة.