الاهداف في وحدة شاملة لها جميعا ، واننا نجد الاهداف كلها تتحقق بذات الوسائل الواحدة ، وذلك عن طريق احداث تغيرات بسيطة في طريقة تركيبة المواد مع بعضها ، وفي كمية كل مادة وما أشبه ، فالأرض تسقى بماء السماء ، فالماء هو الماء ، والأرض هي الأرض ، ولكن النبات يختلف لونه وطعمه وفائدته ، والهدف من خلقه ، وكل نبتة أنشئت لهدف محدد يتكامل ، مع سائر أنواع النباتات.
(وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً)
ترى كم هي حكمة رائعة ان ينزل الله من السماء ماء ، والماء منبعه في الأرض ، وهو مالح ، ولكن الله يحليه بالتبخير ، ثم يرفعه الى السماء ، ويضيف اليه هناك المواد الضرورية للزرع ، بعضها عن طريق احتكاك السحب ببعضها مما يحدث الرعد ، وبعضها عن طريق امتزاج الماء بالهواء ، ثم حين تمطر السماء يتوزع هذا الماء في كل أرجاء الأرض السهل والجبل ، والمدينة والصحراء ليحقق اهدافا مختلفة.
أولا تهدينا هذه الآية الى ربنا القدير ، ثم أنظر الى آثار الماء الذي يهبط من السماء.
(فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ)
كل شيء ينمو بهذا الماء. الزرع والضرع والحيوانات.
(فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً)
كالحنطة والشعير والذرة وما أشبه مما يتراكم الى بعضها لفائدة المجتمع ، حتى يكاد البشر يعجز عن استيعاب الفائض منه ، فاذا ببعض الدول تحرق المزيد منها ، وبعضها تلقيه في البحر.