(إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى)
والكلمة تدل على طريقة النشأة ، وهي أن نمو المواد الحية يسبب في انقشاع الغلاف الظاهر الذي يخفي وراءه تلك المواد ، فاذا بنا نشاهد الحياة ، بينما كانت الحياة موجودة سابقا ، ولم تكن معدومة آنئذ ، ولكنها كانت مخزونة الى هذا الوقت.
وهذا النمو يتم بإضافة المواد الميتة الى المادة الحية ، فتصبح تلك المواد الميتة ذات حياة بإضافتها الى تلك المادة الحية ، فالحب فيه مادة حيّة تستقي من الأملاح الميتة ، ومن النور الميت ومن الماء ، فتصبح حبة كبيرة ، فاذا انتهت دورة الحياة ، فان تلك المواد الميتة تزال عن تلك المادة الحية. وربما يكون هذا المعنى قوله سبحانه :
(يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللهُ)
أو يكون معناه : ان الله يخرج من ضمير الأشياء الميتة شيئا حيا ، ومن رحم الأشياء الحية شيئا ميتا ، وبتعبير أخر يحول الحيّ الى ميت ، والميت الى حي ، سبحانه.
(فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)
في أية ضلالة تتيهون ، وأي إفك يحمّل عليكم ، ويفرض عليكم.
أن الخلاص من الافك الذي تفرضه على البشر أهواؤه ومجتمعة والشيطان الرجيم ، شرط مسبق لفهم الحقائق ببصيرة الفطرة النقية.
[٩٦] والله سبحانه هو الذي خلق النور ، وفلقه ونشره ، ونظم انتشاره. كما جعل الظلام في حدود معينة ولهدف محدد وهو السكون اليه والراحة.
(فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً)