ان الجاهلي الذي كان يتصور ان (هبل) هو الذي يشفيه من مرضه ، لا يطلق طاقاته من أجل البحث عن الدواء ، كما انه لم يكن يسعى من أجل تنمية ماله أو أرضه أو ماشيته أو تجارته سعيا عقلانيا لأنه ما دام يعتقد أن بضع ذبائح تهدى الى اللات تكفي لفعل المعجزة في حياته الاقتصادية.
وكان الجاهليون يعطلون عقولهم حين يتصورون ان الجنّة (الشياطين) توحي إليهم ، وكان أحدهم يجلس في غرفة مظلمة ، ويقوم بعملية إيحاء ذاتي مستمر حتى يخيل اليه أن هاتفا غيبيا يحاوره ، وإنما كان يحاور ذاته ، ويجتر خيالاته وظنونه ، وبالتالي كان كلامه لا يعدو تكرارا لا واعيا لما انطبع بقلبه من أفكار وانعكاسات ، وبالطبع كان كلامه الواعي وغير الواعي مجرد أباطيل وأوهام تقف حاجزا أمام انطلاقة فكره ، وتحرك عقله.
أهداف الشيطان
[١١٨] وقصة الملائكة تختلف عن قصة الشياطين فبينما الملائكة عباد مطيعون لله ، لا يشفعون إلا لمن ارتضى ، وبالتالي التقرب إليهم لا ينفع شيئا لأن الكلمة الحاسمة النهائية إنما هي لله سبحانه ، أما الشياطين فهم مطرودون من رحمة الله وملعونون ، ولكنهم اليوم في فسحة من المهلة ، ولا يعني قيامهم بإضلال البشر أنهم قادرون على مقاومة هيمنة الله كلا .. بل يعني أن الله أمدهم بفترة من الوقت لكي يمتحن عباده بهم.
فالشيطان وهو إبليس.
(لَعَنَهُ اللهُ)
(وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً)
ان الشيطان وهو يمثل قوى الشر والخطيئة ، ويدغدغ رغبات السوء في البشر ،