(وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ)
لهول الصعوبات والخسارة ، كانوا يستعجلون نصر الله ، وعند ما تصل الصعوبة الى ذروتها يجب ان نأمل الفرج.
(أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)
وهذه الآية تعني ان الذين يحلمون بالجنة مجانا وبلا ثمن إنما يحلمون باطلا وسيجدون أنفسهم في النار.
الجنة ليست مزرعة الدواجن ولا مربض الأغنام ، انها مقام الرجال ومكتسب الابطال. وعهود التخلف والابتعاد عن صلابة الرسالة وخشونتها هي المسؤولة عن هذه النظرة اللامسؤولة الى الجنة ، ولهؤلاء يقول الامام علي (ع) «هيهات هيهات لا يخدع الله عن جنته»
الإنفاق سبيل التضحية :
[٢١٥] وكما في الحرب فهناك في السلم فتنة وبلاء يتمثل في ضرورة الإنفاق ، والإنفاق هو الاعداد النفسي الخارجي للحرب ، وهنا يشير القرآن الى الجانب النفس من الإنفاق إذ يجب ان يكون خالصا لله ، حتى يربي صاحبه على العطاء والتضحية ، ذلك ان التضحية ، كأية صفة نفسية اخرى ، تحتاج الى التدريب فهي تنمو شيئا فشيئا ابتداء من التضحية بالمال القليل ، ثم المال الكثير ، ثم القتال والصمود وهكذا ، لذا يحدد القرآن هنا جهة الإنفاق ، لعلاقته الوثيقة بالتضحية بالنفس ، وقلما تحدث القرآن عن التضحية بالنفس دون ان يقرنها بالتضحية بالمال.
(يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ)
فكل خير يمكن إنفاقه ، ولكن علينا ان نحدد وجهته وهي : ابتغاء مرضاة الله.