إن ترويض النفس يساعد على تنمية الايمان بالله ، لأن شهوات الدنيا هي أكبر حاجب بين عقل الإنسان ومعرفة الله ، وعن طريق الصيام يتم خرق هذا الحجاب (ولو بصورة مؤقتة) وآنئذ يشرق نور الايمان في القلب ، ويكبّر العبد ربه ، ويعرف ان كل تلك النعم العظيمة منه فيشكره.
كما ان المنع الموقت لبعض لذات الجسد ، سيعطي له طعما جديدا يشكر المرء عليها ، فللصائم فرحتان : فرحة عند الإفطار ، وفرحة عند لقاء الملك الجبار.
رمضان والدعاء :
[١٨٦] شهر رمضان مناسبة للدعاء ، وبهذه المناسبة يستطرد القرآن ليحدثنا عن ضرورة ارتباط الإنسان بخالقه عن طريق الدعاء فيقول :
(وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ)
إذا كانت الدعوة حقيقية ومتجهة الى الله وحده ، خالصة من الشرك والرياء ، فان الله يجيبه لا ريب فيه عاجلا أم آجلا.
(فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي)
هم بدورهم ، ويعملوا بأوامر الله ، ليبادلهم الله جزاء الحسنة بعشر أمثالها.
(وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
استجابة دعوة الله تبدأ من الايمان بالله ، فاذا أخلص العبد ايمانه بربه يدعوه ايمانه الى تنفيذ واجبات الله ، ومن ثم يجيب ربه دعاءه.
من هنا كانت الدعوات المأثورة متوّجة بالاستغفار لله ، لان الاستغفار يعيد