ومنها (الربّان) وهو العيش ، وذلك قوله :
وإنما العيش بربّانه |
|
وأنت من أفنانه مقتفر (١) |
ومنها (المأنوسة) وهى النار ، وذلك قوله :
* كما تطاير عن مأنوسة الشرر (٢) *
قال أبو العباس أحمد بن يحيى أيضا : وأخبرنا أبو نصر عن الأصمعى قال : من قول ابن أحمر (الحيرم) وهو البقر ، ما جاء به غيره. انتهت الحكاية.
وقد أنشد أبو زيد :
كأنها بنقا العزّاف طاوية |
|
لمّا انطوى بطنها واخروّط السفر |
ماريّة لؤلؤان اللون أوّدها |
|
طلّ وبنّس عنها فرقد خصر (٣) |
وقال : الماريّة : البقرة الوحشيّة. وقوله. بنّس عنها هو من النوم ، غير أنه إنما يقال للبقرة. ولم يسند أبو زيد هذين البيتين إلى ابن أحمر ، ولا هما أيضا فى ديوانه ، ولا أنشدهما الأصمعىّ فيما أنشده من الأبيات التى أورد فيها كلماته.
وينبغى أن يكون ذلك شيئا جاء به غير ابن أحمر تابعا له فيه ومتقيّلا أثره. هذا أوفق لقول الأصمعىّ : إنه لم يأت به غيره من أن يكون قد جاء به غير متّبع أثره.
__________________
(١) البيت من السريع ، وهو لابن أحمر فى ديوانه ص ٦١ ، ولسان العرب (عصر) ، وتهذيب اللغة ٢ / ١٨ ، ومقاييس اللغة ٢ / ٤٨٣ ، ٤ / ٣٤٤ ، ومجمل اللغة ٢ / ٤٥٧ ، ٣ / ٤٩٤ ، وتاج العروس (ربب) ، (عصر) ، وبلا نسبة فى المخصص ١٢ / ٢٣٢. ويروى «مقتفر» مكان «معتصر».
(٢) عجز بيت من البسيط ، وهو لابن أحمر فى ديوانه ص ١٠٠ ، ولسان العرب (أنس) ، (ممس) ، والتنبيه والإيضاح ٢ / ١٢٧ ، وتاج العروس (أنس) ، (ممس) ، وتهذيب اللغة ١٢ / ٣٢٥ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (زبر) ، والمخصص ١١ / ٣٨.
(٣) البيتان من البسيط ، وهو لابن أحمر فى ديوانه ص ٩٧ ، ولسان العرب (لألأ) ، (بنس) (مرا) ، وتاج العروس (لألأ) ، (بنس) ، (مرا) ، والمعانى الكبير ص ٦٥٨ ، ٧١٢ ، ٧٧٥ ، وتهذيب اللغة ١٣ / ١٢ ، ١٥ / ٢٨٩. بنقا العزاف : فى اللسان فى (بنس): «من نقا العزاف» والعزاف : رمل من جبال الدهناء. والنقا : القطعة من الرمل تنقاد محدودبة. واخروط السفر : امتدّ.