الصفحه ٣٠٠ :
باب فى نقض المراتب
إذا عرض هناك عارض
من ذلك
امتناعهم من تقديم الفاعل فى نحو ضرب غلامه زيدا. فهذا
الصفحه ٣٠١ : ، وإن كان تقديم الفاعل أكثر ، وقد جاء به الاستعمال مجيئا واسعا ؛ نحو
قول الله عزوجل : (إِنَّما يَخْشَى
الصفحه ٣٠٨ : . وعلى نحو من هذا قالوا للناقة (جماليّة) لأنهم شبّهوها
بالجمل فى شدّته وعلوّ خلقه ؛ قال الأعشى
الصفحه ٣٠٩ :
المعنى بينهما بأن شبّهوا اسم الفاعل بالفعل فأعملوه وكذلك لمّا شبّهوا الوقف
بالوصل فى نحو قولهم
الصفحه ٣١٦ : بالاسم رتبة الفعل إلى أن
شبّهوه بما وراءه ـ وهو الحرف ـ فبنوه ؛ نحو أمس ، وأين ، وكيف ، وكم ، وإذا. وعلى
الصفحه ٣١٩ : ]. ونحوه ما رويناه عن قطرب من قول الشاعر :
ألم تكن حلفت
بالله العلى
أنّ مطاياك
لمن
الصفحه ٣٢١ : به اللفظ ، وإن كنا قد
أحطنا علما بأنه فى المعنى مبتدأ. فأمّا من رفع الاسم فى نحو هذا بالظرفيّة ، فقد
الصفحه ٣٢٤ : ) نكرات ؛ نحو أحمر وحمراء
، وأصفر وصفراء ، وأسود وسوداء ، وأبلق وبلقاء ، وأخرق وخرقاء. هذا كلّه صفات
نكرات
الصفحه ٣٢٩ : فى أشعار المحدثين من الضرورات ؛ كقصر الممدود ، وصرف ما لا ينصرف ، وتذكير
المؤنّث ونحوه. وقد حضر ذلك
الصفحه ٣٤٩ : قال ضربت رجلا : منا؟ ومررت برجل منى؟ وعندى رجل : منو؟ فلمّا
شاع هذا ونحوه عنهم تدرّجوا منه إلى أن
الصفحه ٣٥٠ : ، لكنه لمّا كثر قلب هذه الواو فى تصريف هذه الكلمة ياء ـ نحو
ريح ورياح ، ومريح ومستريح ـ وكانت الياء أيضا
الصفحه ٣٥٤ : به نحوها.
فإن قلت :
فلعلّ الياء لغة فى هذا الأصل كالواو ، بمنزلة ضاره يضيره ضيرا ، وضاره يضوره
ضورا
الصفحه ٣٥٥ :
ونجشا (١) عنها ، واستثارة لها ، وتقرّبا ما استطاعوا منها.
ونحو هذه
الطريق فى التدريج : حملهم
الصفحه ٣٥٦ : الأعجميّة قد أجرته العرب مجرى أصول كلامها ؛ ألا تراهم
يصرفون فى العلم نحو آجرّ ، وإبريسيم ، وفرند ، وفيروزج
الصفحه ٣٦٢ :
اشهاببت ، وادهاممت ، وابياضضت ، واسواددت ؛ والواو فى نحو اغدودن ،
واعشوشب ، واخلولق ، واعروريت