قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ١٣ ]

419/510
*

الشكر لله هو بإظهار العجز عن أدائه كما بيّن القرآن الكريم يتّضح حقيقة قلّة الشاكرين وملاحظة الأحاديث التالية تساعد في توضيح هذا المطلب.

فعن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله الصادق عليه‌السلام : هل للشكر حدّ إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال : «نعم» قلت : ما هو؟ قال : يحمد الله على كلّ نعمة عليه في أهل ومال ، وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حقّ أدّاه» (١).

وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «شكر النعمة اجتناب المحارم» (٢).

وعن الإمام أبو عبد الله الصادق عليه‌السلام أيضا قال : «فيما أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه‌السلام : يا موسى اشكرني حقّ شكري ، فقال : يا ربّ وكيف أشكرك حقّ شكرك وليس من شكر أشكرك به إلّا وأنت أنعمت به عليّ؟ قال : يا موسى الآن شكرتني حين علمت أنّ ذلك منّي» (٣).

نلفت النظر كذلك إلى أنّ شكر الإنسان الذي يكون وسيلة للنعمة لشخص آخر ، هو شعبة من شكر الله ، وكما ورد عن علي بن الحسين السجّاد عليه‌السلام قوله : إنّ الله يحبّ كلّ قلب حزين ويحبّ كلّ عبد شكور ، يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة : أشكرت فلانا؟ فيقول : بل شكرتك يا ربّ ، فيقول : لم تشكرني إذ لم تشكره ، ثمّ قال : أشكركم لله أشكركم للناس» (٤).

وفيما يخصّ موضوع (حقيقة الشكر) وكيف يكون الشكر سببا في زيادة النعمة ، وكيف يكون الكفر سببا في ذهابها وفنائها ، هناك شرح مفصّل في تفسير الآية السابعة من سورة إبراهيم.

* * *

__________________

(١) الكافي ، ج ٢ ، باب الشكر ، ص ٩٥ ، ح ١٢ وح ١٠.

(٢) المصدر السابق.

(٣) الكافي ، ج ٢ ، باب الشكر ، ص ٩٨ ، ح ٢٧.

(٤) الكافي ، ج ٢ ، باب الشكر ، ص ٩٩ ، ح ٣٠.