الحساب. الحديث. ذكره الجيلاني في الغنية (١) (١ / ١٩٨).
وهناك أحاديث جمّة في فضل صوم رجب وأوّل خميس منه ويوم السابع والعشرين منه خاصّة من طريق أبي سعيد الخدري ، والإمامين السبطين ، وأنس بن مالك ، وأبي هريرة ، وسلمان الفارسي ، وأبي ذرّ الغفاري ، وسلامة بن قيس ، وابن عبّاس ، أسلفنا شطراً منها في الجزء الأوّل (ص ٤٠٧) ، وجمعها الجيلاني في الغنية (٢) (١ / ١٩٦ ـ ٢٠٥) ، وذكر بعضها صاحب مفتاح السعادة (٣) (٣ / ٤٦) ، وأورد عدّة منها الجرداني في مصباح الظلام (٤) (٢ / ٨١ ، ٨٢) ، والرفاعي في ضوء الشمس (٢ / ٦٧) ثمّ قال :
ذُكر في طبقات السبكي (٥) : أنّ البيهقي ضعّف حديث النهي عن صوم رجب ، ثمّ حكى عن الشافعي في القديم أنّه قال : أكره أن يتّخذ الرجل صوم شهر كامل غير رمضان لئلاّ يظنّ الجاهل وجوبه. وقال الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام رضي الله تعالى عنه : من نهى عن صوم رجب فهو جاهل. والمنقول استحباب صيام الأشهر الحرم وهي أربعة : رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجّة ، والمحرّم ، وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رجب شهر الله» ، قيل : ما معناه؟ قال : «لأنّه مخصوص بالمغفرة وفيه تحقن الدماء». وفي الحديث : «أخبرني جبريل إذا كان أوّل ليلة من رجب أمر الله ملكاً ينادي : ألا إنّ شهر التوبة قد استهلَّ فطوبى لمن استغفر الله فيه». وروي أنّه قال آدم عليه الصلاة والسلام : «يا ربّ أخبرني بأحبِّ الأوقات إليك وأحبِّ الأيّام إليك. قال : أحبّ الأيّام إليَّ النصف من رجب فمن تقرّب إليَّ يوم النصف من رجب بصيام وصلاة وصدقة فلا يسألني شيئاً إلاّ أعطيته ، ولا استغفرني إلاّ غفرت له ، يا آدم من أصبح يوم النصف من
__________________
(١) الغنية لطالبي طريق الحقّ : ص ٢٧٨.
(٢) الغنية لطالبي طريق الحقّ : ص ٢٧٧ ـ ٢٨٣ و ٢٨٦ ـ ٢٨٨.
(٣) مفتاح السعادة : ٣ / ٧٥.
(٤) مصباح الظلام : ٢ / ١٩٩ ح ٤٥٦.
(٥) طبقات الشافعية الكبرى : ٤ / ١٢ رقم ٢٥٠.