حتى دفنتموه». الاستيعاب في ترجمة عبد الله (٢) (١ / ٣٦٨).
هذه سنّة النبيّ الأعظم المتّبعة بين الصحابة يعارضها حديث الخليفة : إنّ الميّت يعذّب ببكاء الحيّ. فالقول به يخصّ به وبابنه عبد الله ، فالحقّ أحقّ أن يُتّبع.
ـ ٥٢ ـ
اجتهاد الخليفة في الأُضحية
عن حذيفة بن أُسيد قال : رأيت أبا بكر وعمر وما يضحّيان عن أهلهما خشية ـ مخافة ـ أن يستنّ بهما ، فحملني أهلي على الجفاء بعد أن علمت السنّة حتى إنّي لأُضحّي عن كلّ.
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٩ / ٢٦٥) ، والطبراني في الكبير (٣) ، والهيثمي في المجمع (٤ / ١٨) من طريق الطبراني وقال : رجاله رجال الصحيح ، وذكره السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه (٤) (٣ / ٤٥) نقلاً عن ابن أبي الدنيا في الأضاحي ، والحاكم في الكنى ، وأبي بكر عبد الله بن محمد النيسابوري في الزيادات ثمّ قال : قال ابن كثير : إسناده صحيح.
وقال الشافعي في كتاب الأُمّ (٥) (٢ / ١٨٩) : قد بلغنا أنّ أبا بكر وعمر رضى الله عنه كانا لا يضحّيان كراهية أن يقتدى بهما فيظنّ من رآهما أنّها واجبة.
__________________
(٢) الاستيعاب : القسم الثالث / ٩٥٦ رقم ١٦١٥.
(٣) المعجم الكبير : ٣ / ١٨٢ ح ٣٠٥٨.
(٤) كنز العمّال : ٥ / ٢١٩ ح ١٢٦٦٣.
(٥) كتاب الأُمّ : ٢ / ٢٢٤.