يؤمر وأنه : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌّ يُوحَى ) (١).
ومن الشواهد على ذلك ، ما رواه الترمذي وحسّنه ، عن جابر بن عبدالله قال : « دعا رسولُ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّاً يوم الطائف فانتجاه ـ أي كلّمه سرّاً ـ فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمّه ، فقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما انتجيته ولكن الله انتجاه ... » (٢).
وعن ميمون عن زيد بن أرقم قال : «كان لنَفرٍ من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبواب شارعة في المسجد قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً : سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ ، قال : فتكلّم في ذلك الناس ، قال : فقام رسول الله فحمدَ اللهَ وأثنى عليه ، ثم قال : « أما بعدُ فإني أُمرتُ بسدِّ هذه الأبواب ، إلاّ باب عليّ ، وقال فيه قائلكم ، وإني والله ما سددتُ شيئاً ولا فتحتُهُ ، ولكني اُمرتُ بشيء فاتبعتُه ... » (٣).
وهكذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّما يخصُّ الإمام عليّاً عليهالسلام بموقف ـ دون سواه ـ يصرّحُ ويبين للأمة أنَّ ذلك إنما هو بأمر من الله تعالى. وقد حدث ذلك في إرسال الإمام عليّ عليهالسلام لتبليغ سورة براءة بدلاً من أبي بكر ، وحدث ذلك يوم المناجاة في الطائف ، وحدث ذلك يوم الغدير ، إلى غير ذلك من الوقائع. ومما يلاحظ أيضاً أن المواقف الحاسمة في تاريخ الإسلام ، وفي حياة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بما فيها ما يتصل بحماية
__________________
(١) النجم ٥٣ : ٣ ـ ٤.
(٢) سنن الترمذي ٥ : ٥٩٧. والبداية والنهاية ، لابن كثير ٧ : ٣٦٩. والتاج الجامع للاُصول ٣ : ٣٣٦.
(٣) مسند الإمام أحمد ٤ : ٣٦٩. وتاريخ ابن كثير ٧ : ٣٥٥.