والجواب : أنا لا نسلّم أن خبر الكافي هذا قد كان بعين لفظه المذكور ( سبعة عشر الف آية ) عند الكليني ، بل الظاهر تحريفه اشتباها من النساخ ، والصحيح كما في بعض النسخ المعتمدة ( سبعة آلاف آية ) ، فكأن الناسخ لهذا الخبر استقل العدد ( سبعة الاف ) فكتب بدلاً عنه : ( سبعة عشر الف آية ).
ومما يدلّ على ذلك هو نقل علماء الشيعة ، وبعض العامّة لهذه الرواية بالذات عن الكافي سنداً ومتناً وبلفظ ( سبعة آلاف آية ).
وهذا صريح بوقوع الاختلاف في نسخ الكافي بخصوص هذا المورد وفي تلك العبارة بالذات ، ومع اختلاف نسخ الكافي بخصوص المورد المذكور يسقط الاحتجاج بما هو مخالف لمبنى الكليني ؛ في ترك الشاذ النادر الذي ليس بمشهور والاخذ بالمجمع عليه كما مرّ بتصريح الكليني نفسه.
وأما من نقل العدد ( سبعة آلاف آية ) عن الكافي فهم :
١ ـ المحقق الفيض الكاشاني ( ت ١٠٤١ ه ) (١).
٢ ـ موسى جار الله التركستاني ( ت ١٣٦٩ ه ) (٢).
٣ ـ عبد الله بن عليّ القصيمي الوهابي (٣).
__________________
(١) صيانة القرآن من التحريف ، لمحمّد هادي معرفة : ٢٢٣.
(٢) الوشيعة في نقد عقائد الشيعة : ٢٣.
(٣) الصراع بين الإسلام والوثنية : ٧١.