وقَدِمَ أَعْشَى بَني مَازِنٍ عَلَى النبي صلىاللهعليهوسلم فأنشدَهُ هذا الرَّجَزَ :
يَا مَالِكَ النَّاسِ ودَيَّانَ الْعَرَبْ |
إليْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنْ الذِّرَبْ |
|
خَرَجْتُ أبْغِيهَا الطَّعَامَ في رَجَبْ |
فخَلفتْني بِنِزَاعٍ وهَرَبْ |
|
أَخْلَفْتِ الْعَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ |
وهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَب |
وقال أبو زيد : يقالُ : إنَّمَا أَنْتُمْ في خَوَالِفَ من الأَرَضِينَ ـ أيْ : في أَرَضِينَ لا تُنبتُ إلَّا في آخِرِ الأرَضِينَ نَباتاً.
والأَخْلَفُ : الأعْسَرُ.
ومنه قولُ الْهُذَليِّ أبي كَبِير :
زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئبُ يتْبَعُ ظِلَّهُ |
مِنْ ضِيقِ مَوْرِدِهِ اسْتِنَانَ الأخْلفِ |
وقيل : أراد بالأَخْلَفِ : الحَيَّةَ.
وقيل : الأخْلَفُ : الأحْوَلُ.
والأَخْلَفُ من الإبل : المشْقُوقُ الثِّيلِ .. الذي لا يَسْتَقِرُّ وَجَعاً.
وَقَال الأصمعيُّ : الْخَلَفُ ـ في البعير ـ أن يكونَ مائِلاً في شِقٍّ.
يقالُ منه : بَعِيرٌ أَخْلَفُ.
ويقال : خَلَّفَ فلانٌ بنَاقَتِهِ تَخْلِيفاً ـ إذا صَرَّ خِلْفاً وَاحِداً من أَخْلَافِها.
وقال اللِّحْيَانيُّ : الْخِلفُ : في الظِّلْفِ والْخُفِّ .. والطُّبْيُ : في الْحَافِرِ والظُّفْرِ.
وقال أبو عبيدٍ : الْخِلْفُ حَلَمَة ضَرْع النَّاقَةِ.
وقال ابنُ الأعرابيِّ : الْخِلْفَةُ : وقْتٌ بَعْدَ وَقْتٍ.
وقال أبو زَيْدٍ : خَالِفَةُ البيتِ : تحتَ الأَطْنَابِ في الكَسْرِ.
وهي الْخَصَاصَةُ أيضاً .. وهِيَ الْفُرْجَة.
وجَمْعُ الْخَالِفَةِ : خَوالِفُ. وهي الزَّوَايَا وأَنشدَ :
مَا خِفْتُ حَتَّى هَتَكُوا الخَوَالِفَا
وقال أبو مالِكٍ : الْخَالِفَةُ : الشُّقَّةُ المُؤَخَّرَةُ .. الَّتي تكونُ تحتَ الْكِفَاءِ تحْتَها طَرَفُها مِمَّا .. يَلي الأرضَ من كِلَا الشِّقْيِن.
شَمِرٌ ـ عن ابن شُمَيْلٍ ـ : الْخَلَفُ يكونُ في الخَيرِ والشَّرِّ.
وكذلك الخَلْفُ.
قال : وقال أبو الدُّقَيْشِ : يقال : مَضَى خَلْفٌ من الناس ، وجاء خَلْفٌ لا خَيْرَ فيه .. وخَلْفٌ صالحٌ.
خَفَّفَهُمَا جميعاً.
وفي هؤلاء القوم : خَلَفٌ ممن مَضَى ـ أي : يقومون مَقامَهم.
وفي فُلانٍ خَلَفٌ من فُلان ـ إذا كان صالحاً أو طالحاً .. فهو خَلَفٌ.
ويقال : بئْسَ الْخَلَفُ هم ـ أي : البَدَلُ.
وقال الكِسَائيُّ : الخَلْفُ القَرْنُ بعد الْقَرْنِ.
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) [الأعرَاف : ١٦٩].
والْخَلَفُ ـ مَثَقَّل ـ : إذا كان خَلَفاً من شيء.