وفي حديثٍ مرفوعٍ : «يَحْمِلُ هَذا الْعِلْمَ مِنْ كُلِ خَلَفٍ عُدُولُهُ ..
يَنْفُون عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ ، وتأَوِيلَ الْجَاهِلينَ».
وقال شَمِرٌ : قال الْقَعْنَبِيُّ : سَمعْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ مالِكَ بْنَ أَنَسٍ بهذا الحديث فأعْجَبَهُ.
أخبرني المنذريُّ ـ عن ثَعْلَبٍ .. عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الْمَخَالِيفُ من الإبل : التي رَعَتْ الْبَقْلَ ، ولم تَرْعَ الْيَبِيسَ ، فلم يُغْنِ عنها رَعيُها الْخُضْرَةَ شيئاً.
وأنشد :
فَإنْ تَسْأَلِي عَنَّا إذا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ |
مَخَالِيفَ حُدْباً لا تَدِرُّ لَبُونُها |
خ ل ب
خلب ، خبل ، بلخ ، بخل ، لخب ، لبخ : مستعملات.
خلب : قال الليث : الْخَلْبُ : مَزْقُ الْجِلْد بالنَّاب.
والسَّبُعُ يَخْلُبُ الفَريسةَ ـ إذا شقّ جِلدَها بِنَابِه ، أو فَعَله الْجَارحَةُ بمِخْلَبهِ.
ولكلِّ طائرٍ من الجوارح : مِخْلَبٌ ولكل سَبُعٍ : مِخْلَبٌ .. وهو أظافيرُه.
وسَمِعْتُ النَّخْلَاوِيِّينَ مِنْ أهل الْبحْرَينِ يقولون للحَدِيدَةِ الْمُعَقَّفَةِ ـ التي لا أُشَرَ لها ، ولا أَسنان ـ : الْمِخْلَبُ.
وأنشدني أعرابيٌّ ـ من بني سعْدٍ ـ :
دَبَّ لهَا أَسْوَدُ كالسِّرْحَانُ |
بِمِخْلَبٍ يَخْتَدِمُ الإهَانْ |
وقال الليث : الْخُلُبُ : حَبْلٌ دقيق صُلْبُ الْفَتْلِ .. من لِيفٍ أو قُنَّبٍ أو شيءٍ صُلْبٍ.
وأنشد :
كالْمَسَدِ اللَّدْنِ أُمِرَّ خُلُبُهْ
ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الْخُلْبَةُ : الْحَلْقَة من اللِّيف.
أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : الْخُلْبُ اللِّيف : واحدَتُه خُلْبَةٌ.
وقال الليث : الْخُلْبُ : طِينُ الْحَمأَةِ ويقال : هو الطِّين الصُّلب. ويقال : طِينٌ لَازِبٌ خُلُبٌ. وماءٌ مُخْلِبٌ ـ أي : ذُو خُلُبٍ وقال أميَّةُ :
فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عِنْدَ مآبِها |
في عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ |
أبو العبَّاس ـ عن ابن الأعرابي ـ : قال رجُلٌ من العرب لطبَّاخِه : «خَلِّبْ مِيفَاكَ حتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ».
قال : «خَلِّبْ» ـ أي : طَيِّنْ. ويقال للطِّينِ : خُلْبٌ.
قال : «والْمِيفَى» : طَبَقُ التَّنُّورِ ، و «الرَّوْدَقُ» : الشِّوَاءُ.
وقال الليثُ : الْخُلْبُ أيضاً : وَرَقُ الْكَرْمِ والْعَرْمَضِ ونحوِه.
قال : والْخِلَابَةُ : الْمُخَادَعَةُ.
وفي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال لرجلٍ كان يُخْدَعُ في بيعه ـ : «إذا بَايَعْتَ فَقُلْ : لا خِلَابَةَ».