والوجه الثاني : أَنَّ الكلماتِ الخَبِيثاتِ : إنما تَلْصَقُ بالخَبِيثَاتِ والخُبَثَاءِ من الرجال والنِّسَاء.
فأَمَّا الطّاهرونَ والطَّاهِرَاتُ : فلا يَلْصَقُ بِهمُ السَّبُّ.
وقيل : الخَبِيثَاتُ من النِّسَاء ـ وَهُنَّ البَغَايَا : للخَبِيثيِنَ من الرِّجال.
أَبو العبَّاس ثعلبٌ ـ عنِ ابْنِ الأعرابيِّ : قال : أَصْلُ الخَبِيثِ في كلام العرب : المكْرُوهُ.
فإنْ كان من الكلامِ فهو الشَّتْم.
وإنْ كان مِنَ الطَّعام فهو الحَرَام.
وإنْ كانَ من الشّرَاب فهو الضَّارُّ.
ومنْهُ قيلَ لما يُرْمى منْ مُنْفِيِّ الْحَدِيد : الخَبَثُ.
سَلَمَةُ عن الْفَرَّاء ـ قال : الأخْبَثَانِ : ألْقَيءُ والسُّلَاحُ.
وقيل : البَوْلُ والْعَذِرَةُ : ورُوِيَ عن الْحَسَنِ أنه قال يخاطِبُ الدُّنيا : «خَبَاثِ : قد مَصصْنَا عِيدَانَكِ فَوَجدْناكِ كذَا».
أراد : الدُّنيا .. فقال لها : يا خَبَاثِ ـ أيْ : يا خَبِيثَةُ.
خ ث م
استعمل من وجوههِ : خثم وَحْدهُ.
خثم : قال الليث : ثَوْرٌ أَخْثَمُ ، وَبَقَرَةٌ خَثماءُ.
والخُثْمَةُ : غِلَظٌ وقِصَرٌ ، وتَفَرْطُحٌ.
يقال : أَنْفٌ أَخْثَمُ ـ إذا كان كذلك.
ورَكَبٌ أَخْثمُ ـ إذا كان مُنْبَسطاً غَلِيظاً ، وناقةٌ خَثْمَاءُ.
قال : وَخَثَمُها : اسْتِدَارَةُ خُفِّهَا ، وانبِسَاطُهُ ، وقِصَرُ مَنَاسِمِه.
وبه يُشَبّهُ رَكَبُ المرأة .. لاكْتِنَازِهِ.
قال : ومِثْلُهُ : الأَخَثُّ.
وقال أبو العباس أَحْمَدُ بن يحيى : رَكَبٌ أَخْثَمُ ، وفَرْجٌ أَخْثَمُ : مُنْتَفِخٌ حُزُقَّةٌ .. قصيرُ السَّمْكِ .. خَنَّاقٌ .. ضَيْقٌ.
قال النَّابغَةُ :
وإذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَخْثَمَ جَاثِماً |
ومُرَكَّناً بِمَكانهِ مِلْءَ الْيَدِ |
وقال أَبو عبيدة : أُذُنٌ خَثْمَاءُ .. وهي التي عَرُضَ رأْسُهَا ، ولم تَطَرَّفْ.
وقد : خَثِمَتْ خَثْماً.
وقال أبو سعيد : الأخْثمُ : السَّيْفُ العَرِيضُ ـ في قول الْعَجَّاج :
بِالْمَوْتِ مِنْ حَدِّ الصَّفِيحِ الأَخْثَمِ
ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : هو الأبْرَدُ .. لِلنَّمِرِ.
ويقال لأُنْثَاهُ : الخَيْثَمَةُ.
أبواب الخاءَ والرّاء
خ ر ل
استعمل من وجوههِ : خلر ، رخل.
أمَّا : خلر : فإن الليث أهمله.
ورَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ أنه قال : الخُلَّرُ : الْمَاشُ.