أو بانكسار أوله مثل : ثعبان فإنهم ألحقوه بفسطاط ، ومثل : «سرحان» فإنهم ألحقوه بمثل «قرطاس» إذ كان على عدة حركاته وسكناته وكسراته وضماته ، فكان إلحاقه بما هو واحد مثله أولى من إلحاقه وتشبيهه بالتثنية ، ولم يجدوا في الأسماء ما هو على وزنه «فعلان» فيلحقوا به «غضبان» فألحقوا «غضبان» بمثل «زيدان وعمران» الذي هو مثله ، وألحقوا «سرحان وثعبان» «بقرطاس» إذ وزنه شبيه بوزنه ، وهو واحد مثله ، ومعنى التضعيف فيه معدوم. فجمعوه كما جمعوا «فسطاطا وقرطاسا» وصغروه كذلك ، فإن سميت «بثعبان وسرحان» «رجلا» فلا تنوين فيه ، لأنه قد خرج عن الأجناس التي تلحق بعضها ببعض وتشبه بعضها ببعض ، ألا ترى أن العلم لا يجمع ولا يثنى وهو علم ، فكيف يشبه بفسطاط وفساطيط ، وقرطاس وقراطيس وهو لا يجمع» (١).
وقد علل السهيلي بهذا النص منع صرف «سرحان وثعبان» عند التسمية بهما بأنهما قد خرجا عن الأجناس التي تلحق بعضها بعضا وتشبه بعضها بعضا لأنهما لا يصيران علمين فإنهما لا يجمعان ولا يثنيان بخلاف المشبه به نحو «قرطاس وفسطاط» فإنهما يجمعان ويثنيان ومن هنا فقد خالف «سرحان وثعبان» نظيريهما عند التسمية بهما فمنعا من الصرف لذلك.
ويقول ابن يعيش في شرحه «للمفصل» بهذا الصدد : «فإن سميت رجلا «بسرحان» أو امرأة منعته الصرف ، لأنه صار حكمه حكم «عدنان وذبيان» فإن نكرته انصرف لا محالة (٢).
__________________
(١) أمالي السهيلي ٣٨.
(٢) شرح المفصل ١ / ٦٧.