تجيء الجملة الأمرية بعد حرف النداء [٥٥] بتقدير حذف المنادى ، قال الشاعر :
[٦٨] يا لعنة الله والأقوام كلّهم |
|
والصّالحين على سمعان من جار |
أراد : يا هؤلاء لعنة الله على سمعان ، وقال الآخر :
[٦٩] يا لعنة الله على أهل الرّقم |
|
أهل الحمير والوقير والخزم |
وقال الآخر :
[٧٠] يا لعن الله بني السّعلات |
|
عمرو بن ميمون شرار النّات |
______________________________________________________
[٦٨] هذا البيت من شواهد ابن هشام في مغني اللبيب (رقم ٦٢٠) وهو من شواهد سيبويه (١ / ٣٢٠) وابن يعيش (ص ١١٧٣). والاستشهاد به في قوله «يا لعنة الله» فقد وقع بعد حرف النداء جملة مؤلفة من مبتدأ هو قوله «لعنة الله» وخبر وهو الجار والمجرور الذي هو قوله «على سمعان» وذلك مبني على أن الرواية برفع «لعنة الله» فلو رويته بنصب اللعنة كان الكلام على تقدير عامل يعمل النصب وعلى تقدير المنادى بيا أيضا ، وتقدير الكلام على هذا : يا هؤلاء أستدعي لعنة الله ، ويكون الجار والمجرور متعلقا باللعنة ، وهذا أحد تخريجات ثلاثة في البيت ، والتخريج الثاني : أن تعتبر «يا» لمجرد التنبيه ، والثالث : ولا يتم إلا على رواية النصب ـ أن تكون اللعنة نفسها هي المنادى ، وكأنه قال : يا لعنة الله انصبي على سمعان ، كما نودي الأسف في قوله تعالى : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) وكما نوديت الحسرة في قوله تعالى : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) وفي قوله سبحانه (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ).
[٦٩] هذا البيت لابن دارة ، واسمه سالم بن مسافع ، ودارة أمه ، وقد أنشده ابن منظور (خ ز م) ونسبه إليه. والرقم ـ بفتح الراء والقاف جميعا ـ جمع رقمة ، والرقمة : نبات يقال إنه الخبازي ، وقيل : الرقمة من العشب العظام تنبت متسطحة وهي من أول العشب خروجا ، تنبت في السهل ، ولا يكاد المرء يأكلها إلا من حاجة ، والحمير : جمع حمار ، وهو معروف ، والوقير : صغار الشاء ، وقال أبو النجم :
* نبح كلاب الشاء عن وقيرها*
والخزم ـ بضم الخاء والزاي جميعا ـ جمع خزومة ، وهي البقرة ، والاستشهاد به في قوله «يا لعنة الله» وهو نظير ما ذكرناه في شرح الشاهد السابق.
[٧٠] هذان بيتان من الرجز المشطور ، وهما لعلباء بن أرقم اليشكري أحد شعراء الجاهلية ، وهما من شواهد شرح الرضي على شافية ابن الحاجب (رقم ٢٢٣) وشرح المفصل لموفق الدين ابن يعيش (ص ١٣٨٠ أوربة) وقد أنشدهما مع ثالث ابن منظور تبعا للجوهري (ن وت ـ س ى ن) ونسبهما في المرتين لعلباء بن أرقم ، والرواية عنده ـ وهي المشهورة في كتب الصرف ـ هكذا :
يا قبح الله بني السعلات |
|
عمرو بن يربوع شرار النات |
* غير أعفاء ولا أكيات* |