وأمّا «ما» فتزاد مع الخمس الكلمات (١) المذكورة ، إذا أفادت معنى الشرط نحو : إذا ما تكرمني أكرمك بغير الجزم (٢) ، ومتى ما تكرمني أكرمك بمعنى متى تكرمني ، ولا تفيدها «ما» معنى التكرير (٣) ، ولو أفادته لم تكن زائدة ؛ فمن قال : ان «متى» للتكرير ، فمتى ما ، مثله ، ومن قال ليست للتكرير ، فكذا : متى ما ؛ وأيّا ما تفعل أفعل ، وأينما تكن أكن ، و : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ)(٤) ، وقد تدخل بعد «أيّان» أيضا ، قليلا ، ويجيء حكم «ما» مع أن ، في نوني التوكيد ؛
قوله : «شرطا» ، تقييد لجميع ما ذكر من : إذا ، ومتى ، وأيّ ، وأين ، وإن ، لأنها كلها تستعمل شرطا وغير شرط ؛ وزيادة «ما» فيها مختصة بحال الشرطية ؛
ولم يعدّوا «ما» الكافة ، وإن لم يكن لها معنى ، من الزوائد ، لأن لها تأثيرا قويا ، وهو منع العامل من العمل ، وتهيئته لدخول ما لم يكن له أن يدخله ؛ وعلى مذهب من أعمل «ليتما» ، وإنما ، وأخواتهما ؛ تكون «ما» زائدة ؛ وليست في : حيثما ، وإذ ما ، زائدة ، لأنها هي المصححة لكونهما جازمتين ، فهي الكافة لهما ؛ أيضا ، عن الإضافة ؛
وينبغي ألّا تعدّ في نحو : بعين ما أرينّك (٥) ، و :
من عضة ما ينبتنّ سكيرها (٦) ـ ٢٤٢
زائدة ، لأنها هي المصححة لدخول النون في الفعل على ما يجيء في بابها ، وقد مضى الخلاف في مثل : (مَثَلاً ما)(٧) في الموصولات ؛
__________________
(١) تعريف الجزأين في العدد مذهب الكوفيين والرضي يستعمله كثيرا ؛ وقد نقده في باب العدد ؛
(٢) لأن الجزم بإذا خاص بالشعر ؛
(٣) المستفاد من معنى الشرطية في متى ، أي كلّما ؛
(٤) الآية ٤١ سورة الزخرف ؛
(٥) هذا مثل يضرب لمن يخفي عن صاحبه أمرا هو عالم به ومعناه إني أراك وأعلم ما تفعل.
(٦) تقدم ذكره في الجزء الثاني آخر باب خبر كان وهو في سيبويه ج ٢ ص ١٥٣ وقال إنه مثل ؛
(٧) من الآية ٢٦ في سورة البقرة ؛