٦٣٠ ـ يرجّي المرء ما لا أن يلاقي |
|
وتعرض دون أدناه الخطوب (١) |
أي : لن يلاقي ؛ وقال سيبويه (٢) : إنه مفرد ، إذ لا معنى للمصدرية في «لن» كما كانت في «أن» ، ولأنه جاء تقديم معمول معموله عليه ، حكى سيبويه عن العرب : عمرا لن أضرب.
وللخليل أن يقول : لا منع أن تتغيّر الكلمة بالتركيب عن مقتضاها معنى وعملا ، إذ هو وضع مستأنف ، ولا دليل على قول الفراء.
ونقل المصنف في «لا» منع تقديم معمول ما بعدها عليها ، فلا يجوز : عمرا لا أضرب ، والأصل جواز تقديم ما في حيّز حروف النفي عليها إلا «ما» كما ذكرنا في المنصوب على شريطة التفسير (٣).
إذن وأحكامها
قوله : «وإذن» إذا لم يعتمد ما بعدها على ما قبلها».
الذي يلوح لي في «إذن» ويغلب في ظني : أن أصله «إذ» ، حذفت الجملة المضاف إليها ، وعوّض منها التنوين ، كما قصد جعله صالحا لجميع الأزمنة الثلاثة بعد ما كان مختصا بالماضي.
وذلك أنهم أرادوا الإشارة إلى زمان فعل مذكور ، فقصدوا إلى لفظ «إذ» الذي هو بمعنى مطلق الوقت ، لخفة لفظه ، وجرّدوه عن معنى الماضي وجعلوه صالحا للأزمنة
__________________
(١) هذا أحد أبيات ثلاثة رواها أبو زيد ، وابن الاعرابي منسوبة إلى جابر بن رألان الطائي وهو شاعر جاهلي ، والاستشهاد به لمذهب الخليل بدليل ظهور أن بعد لا في البيت.
(٢) سيبويه ج ١ ص ٤٠٧ ، والمثال الذي أورده سيبويه هو : أما زيدا فلن أضرب.
(٣) في الجزء الأول ؛