ويلزمهم أن يعدّوا ، على هذا ، «إنّ» ، ولام الابتداء ، وألفاظ التأكيد ، أسماء كانت ، أو ، لا : زوائد (١) ، ولم يقولوا به ؛
وبعض الزوائد يعمل ، كالباء ، ومن ، الزائدتين ، وبعضها لا يعمل ، نحو (٢) : (فَبِما رَحْمَةٍ)(٣) ؛
وأمّا الفائدة اللفظية ، فهي تزيين اللفظ ، وكون زيادتها أفصح ، أو كون الكلمة أو الكلام ، بسببها ، تهيّأ لاستقامة وزن الشعر أو لحسن السجع ، أو غير ذلك من الفوائد اللفظية ؛
ولا يجوز خلوّها من الفوائد اللفظية والمعنوية معا ، وإلّا ، لعدّت عبثا ، ولا يجوز ذلك في كلام الفصحاء ، ولا سيّما في كلام الباري تعالى وأنبيائه ، وأئمته ، عليهم السّلام ؛
وقد تجتمع الفائدتان في حرف ، وقد تنفرد إحداهما عن الأخرى ؛
وإنما سمّيت هذه الحروف زوائد ، لأنها قد تقع زائدة ، لا لأنها لا تقع إلا زائدة ، بل وقوعها غير زائدة أكثر ؛ وسميت ، أيضا : حروف الصلة لأنها يتوصّل بها إلى زيادة الفصاحة ، أو إلى إقامة وزن أو سجع أو غير ذلك ؛
أمّا (٤) «إن» فتزاد مع «ما» النافية كثيرا لتأكيد النفي ، وتدخل على الاسم والفعل ، نحو :
وما إن طبنا جبن ولكن |
|
منايانا ودولة آخرينا (٥) ـ ٢٦١ |
ونحو قوله :
__________________
(١) متصل بقوله : ويلزم أن يعدّوا ...
(٢) التمثيل راجع إلى ما ؛
(٣) من الآية ١٥٩ في سورة آل عمران ؛
(٤)؟؟؟ في تفصيل الكلام على الحروف الزائدة ، بعد أن تحدث عنها إجمالا ؛
(٥) تقدم ذكره في الجزء الثاني ؛ في باب خبر ما المشبهة بليس ؛