نزل (١) تبّع الموت استخلف أخاه وهلك ، فقتل أخوه ، وكفروا صفقة واحدة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وعلي بن الحسن (٢) الموازيني ، فقالا : أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أخبرنا جدي أبو بكر ، أخبرنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي ، أخبرنا محمد بن حمّاد الطهراني ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا إسرائيل عن فرات ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أربع آيات في كتاب الله تبارك وتعالى لم أدر ما هي حتى سألت عنهم كعب الأحبار : قوله تبارك وتعالى (قَوْمُ تُبَّعٍ) في القرآن ولم يذكر تبّعا قال : إن تبّعا كان ملكا وكان قومه كهانا ، وكان في قومه من أهل الكتاب ، فكان الكهان يبغون على أهل الكتاب ويقتلون تابعيهم فقال أهل الكتاب لتبّع : إنهم ليكذبون علينا ، قال تبّع : إن كنتم صادقين فقربوا قربانا ، فأيكم كان أفضل أكلت النار قربانه ، قال : فقرب أهل الكتاب والكهّان ، فنزلت نار من السماء فأكلت قربان أهل الكتاب فاتبعهم وأسلم ، فهكذا ذكر الله تبارك وتعالى قومه في القرآن ، ولم يذكره.
قال ابن عباس : وسألته عن قول الله تعالى : (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ) (٣) قال : شيطان أخذ خاتم سليمان الذي فيه ملكه ، فقذف به في البحر ، فوقع في بطن سمكة ، فانطلق سليمان يطوف إذا تصدّق عليه بتلك السمكة فاشتواها فأكلها فإذا فيها خاتمه ، فرجع إليه ملكه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم القارئ (٤) بمرو ، حدّثنا عبد الله بن الغزال ، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، حدّثنا [عمر بن] (٥) سعيد [بن أبي حسين أخبرني] (٦) ابن أبي مليكة عن عبيد بن عمير ، عن ابن عباس قال : أقبل تبّع يريد الكعبة حتى إذا كان بكراع الغميم (٧) بعث الله عليه ريحا لا يكاد
__________________
(١) بالأصل «ترك» والصواب ما أثبت.
(٢) بالأصل «الحسين» وهو : علي بن الحسن بن الحسين ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٣٧.
(٣) سورة ص ، الآية : ٣٤.
(٤) في المطبوعة : السياري. وفي م كالأصل.
(٥ و ٦) الزيادة في الموضعين عن المطبوعة ، وانظر ترجمة ابن أبي مليكة واسمه عبد الله بن عبيد الله ، في سير أعلام النبلاء ٥ / ٨٨ (٣٠).
(٧) كراع الغميم : (بالضم) موضع بناحية الحجاز بين مكة والمدينة ، وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال. (معجم البلدان).