القائم يقوم إلّا بمشقة ، وذهب القائم يقعد ويصرع وقامت عليهم ولقوا منها عناء قال : ودعا تبّع حبريه فسألهما ما هذا الذي بعث علي؟ قالا : أو تؤمننا؟ قال : أنتم آمنون ، قالا : فإنك تريد بيتا يمنعه الله ممن أراده ، قالا : فما يذهب هذا عني ، قالا : تجرّد في ثوبين ثم تقول : لبيك ثم تدخل فتطوف بذلك البيت ولا تهيج أحدا من أهله ، قال : فإن أجمعت عليّ هذا ذهبت هذه الريح عني؟ قالا : نعم ، فتجرّد ، ثم لبى. قال ابن عباس : فأدبرت الريح كقطع الليل المظلم.
أخبرنا أبو طاهر بن الحنائي في كتابه ، حدّثنا أبي أبو القاسم الحسين بن محمد عن (١) أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا سعيد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا سفيان ، عن موسى بن أبي عيسى المديني ، قال : لما كان تبّع بالدف من جمدان (٢) دفت بهم ريح بدوابهم فأظلمت عليهم الأرض فدعا أحبارا كانوا معهم ، فقالوا : هل هممت لهذا البيت بشيء؟ قال : نعم ، أردت أن أهدمه ، فقالوا : فانو له خيرا أن تكتسوه وتنحر عنده قال : ففعل فانجلت عنهم ، وإنما سمي الدف من أجل ذلك.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، حدّثنا نصر بن إبراهيم المقدسي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن القرشي قراءة ـ عليه ـ حدّثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الغازي النيسابوري ، نا الأستاذ أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ.
أخبرنا أبو عمر محمد بن سهل بن هلال البستي ـ بمكة ـ حدّثنا أبو الحسن محمد بن أبي نافع الخزاعي ، حدّثنا أبو محمد إسحاق بن محمد ، حدّثنا أبو الوليد الأزرقي ، حدّثني جدي عن سعيد بن سنان عن عثمان بن ساج عن محمد بن إسحاق قال : سار تبّع الأول إلى الكعبة فأراد هدمها وكان من الخمسة الذين لهم الدنيا بأسرها ، وكان له وزراء فاختار منهم واحدا وأخرجه معه وكان يسمى (٣) عميارسنا لينظر إلى أمر مملكته ، وخرج في مائة ألف وثلاثين ألفا من الفرسان ، ومائة ألف وثلاثة عشر ألفا من الرّجالة (٤) ،
__________________
(١) بالأصل «بن» والصواب عن م.
(٢) جمدان : هو من منازل أسلم بين قديد وعسفان (معجم البلدان).
(٣) بالأصل : «يمسي» خطأ. والصواب عن م.
(٤) بالأصل وم «الرجال» وما أثبت أصوب ، عن المختصر.