ولما علونا اللّابتين تشوّفت |
|
قلوب إلى وادي القرى وعيون |
كأنّ دموع العين يوم تحمّلوا (١) |
|
بثينة يسقيها الرّشاش معين |
ورحن وقد أودعن عندي (٢) أمانة |
|
أمانة سرّ في الفؤاد مكين |
كسر الثرى (٣) لم يعلم الناس أنّه |
|
ثوى في قرار الأرض وهو دفين |
فإن دام هذا الهجر (٤) منك فإنني |
|
لأغبرها في الجانبين رهين |
لكيما يقول الناس : مات ولم يمن |
|
عليك ولم تنبتّ منك قرون |
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر بن ( ) (٥) أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن علي بن محمّد بن فهد العلّاف أنبأنا عبيد الله بن أحمد إجازة ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان الصفار ، أنبأنا محمد بن العباس الفقيه المعروف بابن البختري أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي أحمد (٦) ، نبأنا ابن عيينة عن الزهري ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا تقاطعوا ولا تدابروا (٧) ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» [٢٨٠٦].
قال أبو الحسين بن النحوي فجئت ثعلب بعد انصرافنا من عند عبد الله ، فقال : ما حدثكم عبد الله ، فقرأت عليه حديث الزهري ، فقال : أنشدنا ابن الأعرابي :
لا تهجريني يا بثين وأحسني |
|
وجافي مليك الناس في البر والبحر |
فقد جاء قول عن رجال أتوا به |
|
وجاء به سفيان حقّا عن الزهري |
وأخبرني به أيضا غير واحد |
|
رووه بإسناد عن الحسن البصري |
إذا هجر الإنسان فوق ثلاثة |
|
أخاه تولى الله عنه إلى الحشر |
قبلك أن تراجع ما مضى ويجري |
|
على الحد الذي لم يزل يجري |
__________________
(١) الديوان : تحملت.
(٢) الديوان : قلبي أمانة لبثنة : سرّ في الفؤاد كمين.
(٣) الديوان : الندى.
(٤) الديوان : الصرم.
(٥) الكلمة غير مقروءة ، تركناها بياضا.
(٦) مسند الإمام أحمد ٣ / ١١٠.
(٧) في المسند : ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا.