فيا عاذلي في الحبّ لم تدر ما الهوى |
|
ولم تدر إذ لم تدر أنّك لم تدر |
لا أحسب هذا الشعر لجميل ، فإن جميلا أقدم من سفيان ، ولعل قائله سلك طريق جميل في التشبيب ببثينة.
أخبرنا أبو العز بن كادش ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ، أنبأنا أبو علي الجازري ، أنبأنا المعافى بن زكريا (١) ، أنبأنا محمّد بن الحسن (٢) بن دريد ، أنبأنا العكلي (٣) عن عوانة ، عن رجل من قريش من ساكني الكوفة قال : قال لي (٤) ـ يعني نصيب ـ أتروي الشعر؟ قلت : نعم ، قال : أنشدنا لجميل ، فأنشدته (٥) :
إنّي لأحفظ غيبكم ويسرّني |
|
لو تعلمين (٦) ، بصالح أن تذكري |
ويكون يوم لا أرى لك مرسلا |
|
أو نلتقي فيه ، عليّ كأشهري |
يا ليتني ألقى المنية بغتة |
|
إن كان يوم لقائكم لم يقدر (٧) |
تقضى الديون وليس ينجز موعدا |
|
هذا الغريم لنا ، وليس بمعسر |
فقال : لله درّه والله ما قال أحد إلّا دون قوله. قال : لقد ترك لنا مثالا يحتذى (٨) عليه أما صدقنا في شعره ، فجميل وذكر تمام الحكاية.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن مسور ، حدثنا وأبو الخضر يزيد بن عبد الله قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (٩) ، أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ، أنبأنا المعافى بن زكريا الجريري ، أنبأنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدثني أبو العبّاس عبد الله بن المعتز (١٠) ، قال : كان أبو العبّاس محمّد بن يزيد النحوي المبرّد يجئني كثيرا إذا خرج من عند إسماعيل القاضي لقرب داره من
__________________
(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٣٨.
(٢) بالأصل «الحسين» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٣) اللفظة غير واضحة بالأصل والمثبت عن الجليس الصالح ، وزيد فيه بعدها «عن ابن الكلبي».
(٤) ثمة اختصار للرواية هنا بالأصل ، انظر تمامها في الجليس الصالح.
(٥) الأبيات في الديوان ص ٦٠ والأغاني ٨ / ١٠٢.
(٦) الأغاني : إذ تذكرين.
(٧) الأصل : «لم يقدري» والمثبت عن الديوان والأغاني.
(٨) بالأصل : «لا يحتذى» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٩) تاريخ بغداد ١٠ / ٩٥ في ترجمة عبد الله بن المعتز.
(١٠) بالأصل «المغيرة» والمثبت عن تاريخ بغداد.