غير بغض له ولا ملق (١) |
|
غير أنّي ألحت من وجله |
ألحت : حاذرت.
أخبرنا أبو العز بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنبأنا أبو علي الجازري ، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (٢) ، نبأنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي ، أنبأنا أحمد بن يحيى ، عن أبي عبد الله القرشي ، قال : خرج عمر بن أبي ربيعة إلى الشام حتى إذا كان بالجناب (٣) لقيه جميل بن معمر فاستنشده عمر بن أبي ربيعة ، فأنشده كلمته التي يقول فيها :
خليليّ فيما عشتما هل رأيتما |
|
قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي |
ثم استنشده جميل ، فأنشده قافيته التي أوّلها :
عرفت مصيف الحي والمتربعا |
|
[ببطن حليّات دوارس بلقعا] |
حتى بلغ إلى قوله :
وقرّبن أسباب الهوى لمتيّم |
|
يقيس ذراعا كلّما قاس إصبعا |
فصاح جميل واستحيا (٤) وقال : لا والله ما أحسن أن أقول مثل هذا ، فقال له عمر : اذهب بنا إلى بثنية لنتحدث عندها ، فقال له : إن السلطان أهدر دمي متى جئتها. قال : فدلني على أبياتها ، فدلّه ، ومضى حتى وقف على الأبيات وتأنّس وتعرف ، ثم قال : يا جارية أنا عمر بن أبي ربيعة ، فأعلمي بثينة بمكاني. قال : فأعلمتها فخرجت إليه فقالت له : لا والله يا عمر ما أنا من نسائك اللاتي تزعم أن قد قتلهن الوجد بك ، قال : وإذا امرأة طوالة أدماء حسناء فقال لها حينئذ عمر : فأين قول جميل :
وهما قالتا لو أن جميلا |
|
عرض اليوم نظرة فرآنا |
نظرت نحو تربها ثم قالت |
|
قد أتانا ـ وما علمنا ـ منانا |
بينما ذاك منهما رأتاني |
|
أوضع النقص سيرة الزفيانا (٥) |
__________________
(١) الديوان والأغاني : غير ما بغضة ولا لاجتناب.
(٢) الجليس الصالح الكافي ٤ / ١٢٧ ط بيروت والأغاني ٨ / ١٤٤ ـ ١٤٥.
(٣) الجناب موضع في أرض كلب في السماوة بين العراق والشام.
(٤) الأغاني : واستخدى.
(٥) الجليس الصالح : الرتكانا.