الحجر الأسود في الإسلام غيرها في الجاهلية (١) ، فقد روى الإمام أحمد والبخاري ، أن الرسول (صلىاللهعليهوسلم) وقف عند الحجر الأسود ، فقال : «إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر» ، ثم قبله ، وكذلك فعل أبو بكر عند حجه بالناس ، ولما حج عمر بن الخطاب ، وقف عند الحجر ـ فيما يروي الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم ـ قال : «إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ، ولو لا أني رأيت رسول الله ، (صلىاللهعليهوسلم) ، يقبلك ما قبلتك» ، ثم دنا وقبله (٢).
وقد ذهب الباحثون مذاهب شتى في تفسير اسم «الكعبة» ، فرأى بعضهم أنها كلمة رومية ، أطلقت على كعبة مكة لتكعيبها ـ أو لتربيعها ـ وأن بناء من الروم عمل في بنائها وهندستها ، فاستعير اسمها من اللغة الرومية ، وقيل بل كان بناؤها في الحبشة التي عرف العرب عن طريقها
__________________
(١) أزيل الحجر الأسود من مكانه غير مرة ، من جرهم وإياد والعمالقة ، وخزاعة ، وآخر من أزاله القرامطة عام ٣١٧ ه ، فقد قلعوه وذهبوا به الى البحرين ، عند ما أقام أبو طاهر القرمطي في «هجر» دارا دعاها غار الهجرة ، وأراد أن ينقل الحج إليها ، فسار الى مكة ودخل الحرم ووضع السيف على لفتة من الناس في الطائفين والعاكفين والركع السجود ، وقتل نحو ثلاثين ألفا بمكة وشعابها ، واقتلع باب الكعبة وجرده مما كان عليه من صفائح الذهب ، وبقي الحجر الأسود عند القرامطة ، حتى أعاده الخليفة العباسي «المطيع لله» إلى مكانه في عام ٣٣٩ ه ، وصنع له طوقا من فضة وفي عام ٣٦٣ ه ، حاول رجل رومي قلعه ، إلا أنه قتل بيد رجل يماني ، وقد حاول ذلك كذلك بعض الباطنية في عام ٤١٤ ه ، ورجل أعجمي في القرن العاشر ، غير أنهم قتلوا ، وفي محرم ١٣٥١ ه ، سرق رجل أفغاني قطعة من الحجر الأسود ، وكذا قطعة من أستار الكعبة ، فأعدم عقوبة له ، ثم أعاد الملك عبد العزيز آل سعود القطعة المسروقة في ٢٨ / ٤ / ١٣٥١ ه بعد أن وضع لها الأخصائيون المواد التي تمسكها والممزوجة بالمسك والعنبر ، أما ما يدور على الحجر من الأطواق ، فقد عملها السلطان عبد المجيد العثماني عام ١٢٦٨ ه من ذهب ، ثم غيرت إلى فضة عام ١٢٨١ ه على أيام السلطان عبد العزيز ، ثم في عام ١٣٣١ ه ، على أيام السلطان محمد رشاد العثماني (الازرقي ١ / ٣٤٦ هامش رقم ٤ ، انظر : في منزل الوحي ص ٤١٦)
(٢) الأزرقي ١ / ٣٢٢ ـ ٣٢٤ ، ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، تفسير المنار ١ / ٤٦٧ ، قارن : الخربوطلي : المرجع السابق ص ٢٠