وتؤمه في كل سنة آلاف مؤلفة من الحجيج ، استجابة لدعوة إبراهيم ، وأداء للفريضة الخامسة من فرائض الإسلام (٢).
وهكذا يبدو بوضوح أن الخليل عليهالسلام ، لم يرتبط بدين من الأديان ، كما ارتبط بالإسلام ، ولم يؤمن أصحاب دين بالخليل ، كما آمن به المسلمون ، ولم يتباه جنس بانتسابهم إلى الخليل ، كما تباهى العرب بعامة ـ وقريش بخاصة ـ ولم يتمسك أصحاب دين بدعوة الخليل ، كما تمسك بها المسلمون ـ رغم دعاوى يهود ، ومزاعم النصارى ـ لأنهم ورثة الخليل في الإيمان والتوحيد الصحيح.
(١) مولد الخليل عليهالسلام
تقدم لنا المصادر العربية عن مولد الخليل رواية مؤداها أنه ولد في عصر ملك دعوة «نمرود بن كنعان بن كوش» والذي كان واحدا من ملوك أربعة ملكوا الأرض كلها (نمرود وبختنصر وهما كافران ، وسليمان بن داود وذي القرنين وهما مؤمنان). وأن أصحاب النجوم قد أخبروه أن غلاما ـ يقال له إبراهيم ـ سوف يولد في شهر كذا من سنة كذا من عهده ، وأنه سوف يفارق دين القوم ويحطم أصنامهم ، ومن ثم فإن الرجل قد أمر بقتل كل غلام يولد في تلك الفترة ، غير أن أم إبراهيم قد أخفت حملها ، فضلا عن أنها قد وضعته سرا في مغارة قريبة من المدينة ، ومن ثم فقد نجا من القتل ، ثم أعلمت زوجها بأن الغلام قد مات على زعم ، وأخبرته بالحقيقة على زعم آخر ، وعلى أي حال ، فإنها ـ طبقا للرواية ـ قد أخذت تتردد على وليدها يوما بعد آخر ، وأنها كانت تتعجب كثيرا ، حينما كانت
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١٤٤
(٢) سورة آل عمران : آية ٩٧