أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوة (١) أبو الحسن اللّبناني (٢) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمد ـ هو ابن الحسين بن أبي جعفر ـ حدّثنا بقية بن الوليد ، حدّثني سعيد بن علي القرشي ، حدّثني شيخ من أهل مكة يكنى أبا عبد الله ، عن هرم بن حيّان العبدي : أنه أتى أويس بن عامر القرني فوجده يغسل ثيابه بالطين على شاطئ الفرات قال : فعرف كل واحد منهما صاحبه بالنعت ، فوعظه يومئذ موعظة فكان فيما قال : يا هرم بن حيّان توسّد الموت إذا نمت واجعله أمامك إذا قمت ، ولا تنظر في صغر ذنبك ولكن انظر من عصيت ، فإن صغّرت ذنبك فقد صغّرت الله ، وإن عظّمت ذنبك فقد عظمت.
قال : وحدّثنا وهب بن منصور ، حدّثنا أبو الأحوص سلام بن سليم بن سليم ، عن وهيب ، قال : قال أويس القرني : إن الموت لم يبق لمؤمن فرحا.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمد بن سعد (٣) ، أنا الفضل بن دكين ، حدّثنا سيف بن هارون البرجميّ ، عن منصور (٤) بن مسلم بن شابور ، حدّثني شيخ من بني حرام عن هرم بن حيّان العبدي قال : قدمت من البصرة فلقيت أويس (٥) القرني على شط الفرات بغير حذاء فقلت : كيف أنت يا أخي؟ كيف أنت يا أويس؟ فقال لي : كيف أنت يا أخي؟ فقلت : حدّثني. قال : إني أكره أن أفتح هذا الباب ـ يعني على نفسي ـ أن أكون محدثا أو قاصّا أو مفتيا ، ثم أخذ بيدي فبكى قال : فقلت : فاقرأ عليّ قال : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) حتى بلغ (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(٦) قال : فغشي عليه ثم أفاق ، قال : الوحدة أحبّ إليّ.
أخبرنا القاسم بن السوسي ، أنا سهل بن بشر ، أنا طرفة بن أحمد الحرستاني (٧)
__________________
(١) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن م والضبط عن التبصير.
(٢) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت والضبط عن التبصير ٤ / ١٥٠١ وفي م : النساي.
(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ١٦٥.
(٤) ابن سعد : منصور عن مسلم بن سابور.
(٥) ابن سعد : أويسا.
(٦) سورة الدخان ، من الآية الأولى إلى الآية ٦.
(٧) هذه النسبة إلى حرستا ، قرية على باب دمشق قريبة منها.