وأخبرنا أبو بكر خلف بن عطاء بن أبي عاصم الهروي النّجّار ، أنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم اللّخمي وأنا أبو حامد أحمد بن عبد الله بن نعيم النّعيمي ، قالوا : أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر ، حدّثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (١) ، حدّثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللّخمي ، حدّثنا نافع بن عمر (٢) ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كاد الخيران (٣) يهلكا : أبو (٤) بكر وعمر ، رفعا أصواتهما عند النبي صلىاللهعليهوسلم حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع ، وأشار الآخر برجل آخر ـ قال نافع : لا أحفظ اسمه ـ فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلّا خلافي قال : ما أردت [خلافك](٥) ، فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) الآية. قال ابن الزبير : فما كان عمر يسمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه ، ولم يذكر ذلك عن أبيه ، يعني أبا بكر.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم بن محمد بن البغوي ، حدّثنا داود بن عمرو المسيبي ، حدّثنا مبارك بن سعيد بن مسروق ـ أخو سفيان الثوري ـ نا سعيد بن مسروق عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري ، قال : بعث إلى النبي صلىاللهعليهوسلم من اليمن ذهبة (٦) وفيها تربتها ، فقسمها بين أربعة : بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع ، وبين عيينة بن حصن الفزاري وبين علقمة بن علاثة وبين زيد الخيل الطائي. فقال قريش والأنصار : أيقاسم بين صناديد أهل نجد ويدعنا؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنما أتألفهم» ، إذ أقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق ، فقال : يا محمد اتق الله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من يطيع الله إذا عصيته»؟ قال : فسأله رجل من القوم قتله ـ قال : حسبته خالد بن الوليد ـ فولى الرجل فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لئن
__________________
(١) صحيح البخاري كتاب التفسير ، سورة الحجرات ٦ / ١٧١.
(٢) عن البخاري وبالأصل «عمير».
(٣) كذا وفي البخاري : كاد الخيران أن يهلكا.
(٤) في البخاري «أبا» وعلى هامشه عن نسخة «أبو» كالأصل.
(٥) الزيادة عن البخاري.
(٦) في النهاية لابن الأثير : بدهيبة.