فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لحسان : «قم فأجبه» فقال (١) :
بني دارم لا تفخروا إنّ فخركم |
|
يعود وبالا عند ذكر المكارم |
هبلتم علينا؟ تفخرون وأنتم |
|
لنا خول من بين ظئر وخادم |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا أخا بني دارم ، لقد كنت غنيا أن يذكر منك ما كنت ظننت أن الناس قد نسوه» فكان قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم أشد عليهم من قول حسان إذ يقول :
هبلتم علينا؟ تفخرون وأنتم |
|
لنا [خول] من بين ظئر وخادم |
ثم رجع إلى قول حسان :
وأفضل ما نلتم من الفضل والعلى |
|
ردافتنا من بعد ذكر الأكرم (٢) |
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم |
|
وأموالكم أن تقسموا في المقاسم |
فلا تجعلوا لله ندّا وأسلموا |
|
ولا تفخروا عند النبيّ بدارم (٣) |
وإلّا وربّ البيت مالت أكفّنا |
|
على رءوسكم بالمرهفات الصّوارم (٤) |
فقام الأقرع بن حابس فقال لأصحابه : يا هؤلاء ، أدري ما هذا؟ قد تكلم خطيبهم فكان خطيبهم أحسن قولا وأعلى صوتا ، وتكلم شاعرهم فكان شاعرهم أحسن قولا وأعلى صوتا ، ثم دنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، إنك رسول الله ، وآمن هو وأصحابه فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يضرك ما كان قبل هذا اليوم» [٢٣٣٧].
قال ابن مندة : هذا حديث غريب لا يعرف إلّا من هذا الوجه ، تفرد به المعلّى (٥).
أخبرنا أبو بكر المزرفي ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عيسى بن علي ، حدّثنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا داود بن عمرو الضّبّي ، حدّثنا عبد الجبّار بن الورد ، عن
__________________
(١) ديوانه ص ٢٢٩.
(٢) في الديوان : عند احتضار المواسم.
(٣) في الديوان وابن هشام :
ولا تلبسوا زيّا كزي الأعاجم
(٤) روايته في الديوان وابن هشام :
ونحن ضربنا الناس حتى تتابعوا |
|
على دينه ، بالمرهفات الصوارم |
(٥) هو المعلى بن عبد الرحمن بن الحكم الواسطي ، كما في أسد الغابة ١ / ١٣٠.