فوقي (١) أمير أوامره ـ يعني أمها ـ فقال : قم فوامرها ، فخرج من عنده فلقيه الأشعث بن قيس بالباب فأخبره الخبر فقال : ما تريد إلى الحسن يفخر عليها ولا ينصفها (٢) ويسيء إليها فيقول : ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وابن أمير المؤمنين ، ولكن هل لك في ابن عمها فهي له وهو لها؟ قال : ومن ذاك؟ قال محمد بن الأشعث ، قال : قد زوّجته ، ودخل الأشعث على أمير المؤمنين عليّ ـ عليهالسلام ـ فقال : يا أمير المؤمنين خطب الحسن ابنة سعيد؟ قال : نعم ، قال : فهل لك في أشرف منها بيتا وأكرم منها حسبا وأتم جمالا وأكثر مالا؟ قال : ومن هي؟ قال جعدة بنت الأشعث بن قيس ، قال : قد قاولنا رجلا ليس إلى ذلك الذي قاولته سبيل ، قال : إنه فارقه ليؤامر أمّها (٣) ، قال : فزوجها من محمد بن الأشعث ، قال : متى؟ قال : الساعة بالباب ، قال : فزوج (٤) الحسن جعدة ، فلما لقي سعيد الأشعث قال : يا أعور خدعتني؟ قال : أنت يا أعور حيث تستشيرني في ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ألست أحمق ، ثم جاء الأشعث إلى الحسن فقال : يا أبا محمد ألا تزور أهلك؟ فلما أراد ذلك قال : لا تمشي والله إلّا على أردية قومي ، فقامت له كندة سماطين ، وجعلت له أرديتها بسطا من بابه إلى باب الأشعث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسن بن النّقّور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن ، نا زكريا بن يحيى المقرئ ، نا الأصمعي ، نا سفيان ، قال : عزّى علي بن أبي طالب الأشعث بن قيس على ابنه فقال : إن تحزن فقد استخفت منك الرحم ، وإن تصبر ففي الله خلف من ابنك ، إنك إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور ، وإن جزعت جرى عليك وأنت مأثوم.
أخبرنا أبو طالب بن عبد الرحمن بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن ، أنا عبد الرحمن بن عمر بن النّحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، أنا أبو رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب العدوي ، نا إبراهيم بن بشّار ، نا سفيان ، عن إسماعيل ، عن قيس قال : دخل الأشعث بن قيس على علي في شيء فتهدده بالموت ، فقال علي : بالموت فتهددني؟ ما
__________________
(١) بالأصل «قومي» والمثبت عن ابن العديم ٤ / ١٩١٦ وفي م : «مومى».
(٢) بدون نقط بالأصل ، والمثبت عن م.
(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت : «ليؤامر أمها» عن ابن العديم.
(٤) بالأصل «فخرج» والمثبت عن م.