سعد بن عبادة من نعم بني عقيل ، وكانت عزيزة (١) وكانت الشقراء والزباء (٢) ابتاعها بسوق النبط من المدينة من بني عامر ، فكن يحتلبن ويسرح إليه بألبانها كل ليلة ، فيشربها أهله وأضيافه ، فلما كانت اللقاح بذي الجدر (٣) التي أغار عليها العرنيون سبع لقاح ، فيها غلام للنبي صلىاللهعليهوسلم يقال له يسار الذي أصابه في بني عبد بن ثعلبة فأعتقه وهو نوبي فقتلوه يومئذ.
قال محمّد : وحدّثني معاوية بن عبد الله بن عبد الله بن أبي وكيع (٤) قال : وكانت لقائح رسول الله صلىاللهعليهوسلم التي أغار عليها القوم قد بلغت عشرين لقحة ، وكانت التي يعيش بها آل محمّد رسول الله صلىاللهعليهوسلم يراح إليهم كل ليلة بقربتين عظيمتين من لبن ، وكان فيها لقاح غزر (٥) : الحنّاء ، والسمراء ، والعريش (٦) ، والسعدية ، والبغوم ، واليسيرة.
قال (٧) : وحدّثني هارون بن محمّد بن سالم مولى حويطب ، عن أبيه ، عن نبهان مولى أم سلمة قال : سمعت أم سلمة تقول : كان عيشنا (٨) مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم اللبن أو أكثر عيشنا ، كانت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم لقاح بالغابة فكان قد فرقها على نسائه ، وكانت لي لقحة تحلب غزيرة يقال لها العريش (٩) ، فكنّا منها فيما شئنا من اللبن ، وكانت لعائشة لقحة تدعى السمراء ولم تكن كلقحتي فكانتا تحلبان فوجد لقحتي أغزر منها بمثل لبنها وثلاثة (١٠).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا عبد الصّمد ـ يعني ابن عبد الوارث ـ نا عبد الرّحمن ـ يعني ابن عبد الله بن دينار ـ نا أبو حازم عن سهل بن سعد أنه قيل له : هل رأى
__________________
(١) كذا ، وفي مختصر ابن منظور : غزيرة.
(٢) في المختصر : الريّا.
(٣) ذو جدر : مسرح على ستة أميال من المدينة بناحية قباء ، كانت فيها لقاح رسول الله صلىاللهعليهوسلم (معجم البلدان).
(٤) في ابن سعد : معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع.
(٥) بالأصل : غرو ، والمثبت عن ابن سعد.
(٦) ابن سعد : والعريس.
(٧) الخبر في طبقات ابن سعد ١ / ٤٩٤ والقائل هو محمّد بن عمر ، كما يفهم من عبارة ابن سعد.
(٨) عن ابن سعد ، وبالأصل : عيشيا.
(٩) في ابن سعد : العريس.
(١٠) في ابن سعد : أو أكثر.