جبير ، عن ابن عباس قال :
كان لكلّ قبيل من الجن مقعد من السماء يستمعون فيه [الوحي ، وكان الوحي إذا نزل سمع له صوت كإمرار السلسلة على الصفوان ، يعني الحجر](١) فلا ينزل على سماء إلّا صعقوا ، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ما ذا قال ربكم؟ قالوا [الحق وهو العلي الكبير ، قال : ثم](٢) يقال : يكون العام كذا ويكون كذا ، فتسمع الجن ذلك فتخبر به الكهنة ، فتخبر الكهنة الناس فيجدونه كما قال.
قال : فلما بعث الله رسوله صلىاللهعليهوسلم دحروا ، قال : فقالت العرب : هلك من في السماء فجعل صاحب الإبل ينحر كل يوم بعيرا ، وصاحب البقر ينحر كل يوم بقرة ، وصاحب الشاء يذبح كل يوم شاة حتى أسرعوا في أموالهم ، فقالت ثقيف : وكانت أعقل العرب ، يا أيها الناس ، أمسكوا عليكم أموالكم فإنه لن يهلك من في السماء ، وإن هذا ليس بانتشار ، أليس ترون إلى معالمكم من النجوم كما هي. فقال إبليس : لقد حدث اليوم حدث ، ائتوني من تربة الأرض ، فجعل يشمها حتى أتي من تربة مكة فشمها ، فقال : من هاهنا قد حدث الحدث ، فنظروا (٣) فإذا النبي صلىاللهعليهوسلم قد بعث.
لفظ الفرغاني.
[ما جاء في حنين الجذع](٤)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا زاهر بن أحمد السرخسي ، نا إبراهيم بن عبد الله الزينبي ، نا علي بن نصر بن علي ، نا عثمان بن عمر ، نا معاذ بن العلاء ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر حن الجذع فأتاه والتزمه (٥).
__________________
(١) ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالتصوير بالأصل ، واستدركت العبارة الناقصة والمطموسة عن مختصر ابن منظور ٢ / ١٤٨ ودلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٢٤٠.
(٢) ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالأصل بالتصوير ، والعبارة استدركت عن دلائل البيهقي.
(٣) في البيهقي : نصتوا.
(٤) عنوان استدركناه للإيضاح.
(٥) من طريق أبي حفص ابن العلاء ذكره البيهقي في الدلائل ٢ / ٦٦ والذهبي في السيرة ص ٣٥٤ والبخاري في الصحيح فتح الباري ٦ / ٦٠١.