الشيب ، ففركها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده ، فنظر إليها وقال : «أجل شيبتني سورة هود وأخواتها : الواقعة ، والقارعة ، وإذا الشمس كوّرت وسأل سائل» ، قال أبو صخر : قال يزيد بن قسيط : «والحاقة» [٩٩٢].
رواه ابن وهب عن أبي صخر حميد بن زياد الخرّاط.
ووقع لي عاليا من حديثه.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا إبراهيم ، نا محمّد بن إبراهيم الطيان ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله ، أنا أبو بكر بن زياد النيسابوري ، نا يونس بن عبد الأعلى ، نا ابن وهب ، أخبرني أبو صخر أن يزيد الرقاشي حدّثه قال :
سمعت أنس بن مالك يقول : بينما أبو بكر الصّدّيق ، وعمر بن الخطّاب جالسان في نحو المنبر إذ طلع عليهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم من بيوت نسائه يمسح لحيته ويرفعها ، فينظر إليها ، قال أنس : وكانت لحيته أكثر شيبا من رأسه ، فلما وقف عليهما سلّم ، قال أنس : وكان أبو بكر رجلا رقيقا ، وكان عمر رجلا غليظا ، فقال أبو بكر : بأبي وأمّي ، لقد أسرع إليك الشيب يا رسول الله ، فرفع لحيته بيده ، فنظر إليها ، فاغرورقت (١) عينا أبي بكر ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أجل ، شيّبتني سورة هود وأخواتها» ، قال أبو بكر : بأبي وأمّي ، وما أخواتها؟ قال : «الواقعة والقارعة ، وسأل سائل بعذاب واقع ، وإذا الشمس كورت» [٩٩٣].
أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، أنبأ الحارث بن أبي أسامة ، أنا محمّد بن سعد (٢) ، أنا خالد بن خداش ، نا عبد الله بن وهب يذكر بإسناده نحوه ، وقال في نحر المنبر بالراء ، وزاد في آخره قال أبو صخر : فأخبرت (٣) هذا الحديث ابن قسيط ، فقال : يا حميد (٤) ما زلت أسمع هذا الحديث من أشياخي فلم تركت الحاقة [وما أدراك](٥) ما الحاقة.
__________________
(١) بالأصل : «فتغرورقت» وفي ابن سعد : فترقرقت.
(٢) طبقات ابن سعد ١ / ٤٣٦ وفيه : وكان عمر رجلا شديدا.
(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن ابن سعد.
(٤) ابن سعد : يا أحمد.
(٥) ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن ابن سعد.