وأخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.
وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح ، نا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي ، نا عيسى بن أحمد ، نا المقرئ ، نا موسى بن عليّ بن رباح قال : سمعت أبي يقول : سمعت عمرو بن العاص يقول وهو يخطب الناس بمصر يقول : ما أبعد هديكم من هدي نبيّكم ، أمّا هو فكان أزهد الناس في الدنيا ، وأمّا أنتم فأرغب الناس فيها.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا يحيى بن إسحاق ، أنبأ ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عليّ بن أبي (١) رباح قال : سمعت عمرو بن العاص يقول : لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يزهد ، أصبحتم ترغبون في الدنيا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يزهد فيها ، والله ما أتت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة من دهره إلّا كان الذي عليه أكثر من ماله ، قال : فقال له بعض أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قد رأينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستسلف ، وقال غير يحيى : والله ، والله ، ما مرّ برسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة من الدهر إلّا والذي عليه أكثر من الذي له.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا الحسين بن يحيى بن عيّاش ، نا الحسن بن محمّد بن الصباح ، نا أبو معاوية ، نا الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختري قال :
صحب سلمان رجل من بني عبس ، فكان لا يستطيع أن يفضله في عمل ، إن عجن خبز ، وإن سقى الركاب هيّأ العلف للدوابّ ، حتى انتهى إلى دجلة وهي تطفح ، فقال له سلمان : انزل فاشرب ، قال : فشرب ، قال له : ازدد ، فازداد ، قال : كم تراك نقصت منها؟ فقال : ما عسى أن أنقص من هذه ، قال : فقال له سلمان : فكذلك العلم ، تأخذ منه ولا تنقصه ، فعليك بما ينفعك ، قال : فعبرنا إلى نهرون (٢) فإذا الأكداس عليه من الحنطة
__________________
(١) كذا : بن أبي رباح ، وقد مضى : بن رباح ، وهو الصواب ، بحذف «أبي».
(٢) نهر دنّ : من أعمال بغداد بقرب إيوان كسرى (ياقوت).