فخيّره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ، ولم يرد الدنيا.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنبأ أبو سعيد الزاهد ، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن مجبور ، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز ، نا محمّد بن رافع ، نا يزيد بن هارون ، أنا الجرّاح بن المنهال الجزري ، عن الزهري ، عن رجل عن ابن عمر قال :
خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار ، فجعل يلتقط من التمر ويأكل ، فقال : «يا ابن عمر ما لك لا تأكل؟» فقلت : يا رسول الله لا أشتهيه ، فقال : «لكني أشتهيه وهذه صبيحة رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده ، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر ، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم بضعف اليقين» قال : والله ما برحنا ولا رحنا حتى نزلت (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ) الآية (١) [٩٤٩].
قال البيهقي : هذا إسناد مجهول ، والجرّاح (٢) بن منهال ضعيف.
أخبرنا عاليا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر ، وأبو المحاسن أسعد بن علي بن زياد الهرويون ، قالوا : أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد الداودي ، أنا عبد الله بن أحمد بن حموية السّرخسي (٣) ، نا إبراهيم بن خريم (٤) الشاشي (٥) ، نا عبد بن حميد الليثي ، أنا يزيد بن هارون ، أنا أبو العطوف الجرّاح بن منهال الجزري ، عن الزهري ، عن رجل عن ابن عمر قال :
خرجت مع النبي صلىاللهعليهوسلم حتى دخل في بعض حيطان الأنصار ، فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال لي : «يا ابن عمر ، ما لك لا تأكل؟» قال : قلت : يا رسول الله لا أشتهيه ، قال : «لكني أشتهيه ، وهذه صبح رابعة مذ لم أذق طعاما ، ولم أجده ، ولو شئت لدعوت
__________________
(١) سورة العنكبوت ، الآية : ٦٠.
(٢) بالأصل : والحراج ، خطأ ، وقد مرّ قريبا صوابا.
(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٩٢.
(٤) بالأصل حريم بالحاء المهملة خطأ.
(٥) بالأصل : الساسي ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٤٨٦.