من [أصحاب](١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا (٢) : صف لنا صفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم كأنما ننظر إليها ، فإنك أحفظنا لذلك ، وإنّا إلى ذلك مشتاقون. فرق لذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وغرغرت (٣) عيناه ، ونكس رأسه طويلا ، ثم رفع رأسه فقال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبيض اللون مشربا حمرة ، أدعج العينين ، سبط الشعر ، سهل الخدّين ، دقيق (٤) العرنين رقيق المسربة ، كثّ (٥) اللحية كأنما شعره مع شحمة اذنيه إذا طال. كأنما عنقه إبريق فضة ، شعرات من لبّته إلى سرته يجري كالقضيب ، شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى كأنما يتقلع من صخر ، إذا مشى كأنما يتحدر من صبب ، وإذا التفت التفت جميعا ، لم يكن بالطويل ولا بالقصير ، ولا بالفاجر ولا باللئيم (٦). كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ ، لريح عرقه أطيب من ريح المسك. فلم أر قبله ولا بعده مثله [٦٥٢].
أخبرنا أبو عبيد صخر بن عبيد بن صخر وأبو بكر محمد بن هبة الله بن أحمد [بورمرد](٧) وأبو الموفق محمد بن أبي بكر بن عبد الرحيم القاضي (٨) وأبو سعد ناصر بن سهل بن (٩) أحمد البغدادي ، أنبأنا البرقاني (١٠) قالوا : حدثنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد الفرخزادي (١١) ، أنبأنا أبو عمر [محمد] بن الحسين
__________________
(١) سقطت من الأصل وخع. استدركت عن المطبوعة (السيرة ١ / ٢٢٧).
(٢) بالأصل وخع : قال.
(٣) بالأصل وخع : وغرغرتا عيناه.
(٤) بالأصل وخع : رقيق ، واللفظة الثانية غير واضحة فيهما : والعرنين أول الأنف حيث يكون فيه الشمم ، اللسان وفيه : وفي صفته صلىاللهعليهوسلم : أقنى العرنين أي الأنف ، وقيل : رأس الأنف.
(٥) بالأصل وخع : «أكث».
(٦) وفي رواية : «اللسم» واللسم هو السكوت حياء لا عقلا (اللسان).
(٧) مكانها بياض بالأصل وخع وما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة (السيرة ١ / ٢٢٧) وفي المطبوعة أيضا : «محمد» بدل «أحمد» كما بالأصل وخع.
(٨) بياض بالأصل وخع ، وفي المطبوعة : «بطابران».
(٩) عن المطبوعة (السيرة ١ / ٢٢٧) وبالأصل وخع «أنبأنا».
(١٠) كذا بالأصل وخع «أنبأنا البرقاني» والمعنى مضطرب ، وفي المطبوعة (السيرة ١ / ٢٢٧) بالنوقان. وطابران ونوقان : هما بلدتا طوس. أو مدينتاها.
(١١) بالأصل وخع : «أبو سعيد بن محمد بن سعد بن محمد الفرحزادي» والمثبت عن المطبوعة (السيرة ١ / ٢٢٧ عن مشيخة المصنف ٢ / ٣١٨).