النّطاة وليس هاهنا (١) أحد يقاتل ، قد قتلت يهود حيث قتل أهل نطاة وكذبتنا الأعراب (٢) ، فحوّلني إلى حصن النزار بالشقّ (٣) ـ قالت : وهو أحصن ما عندنا ـ فخرج حتى أدخلني وابنة عمي ونسيّات معنا فسار رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلينا (٤) قبل الكتيبة فسبيت في النزار قبل أن ينتهي النبي صلىاللهعليهوسلم إلى الكتيبة. فأرسل بي إلى رحله ، ثم جاءنا حين أمسى فدعاني. فجئت وأنا متقنعة (٥) حييّة فجلست بين يديه فقال : «إن أقمت على دينك لم أكرهك وإن اخترت الإسلام واخترت الله ورسوله فهو خير لك» قالت : اختار الله ورسوله والإسلام ، فأعتقني رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتزوجني وجعل عتقي مهري. فلمّا أراد أن يخرج إلى المدينة قال أصحابه : اليوم نعلم أزوجة أم سرية. فإن كانت امرأته فسيحجبها وإلّا فسريّة فلما خرج أمر يستر فسترت به فعرفوا أني زوجته ، ثم قدّم إليّ البعير وقدّم فخذه لأضع رجلي عليها ، فأعظمت ذلك ووضعت فخذي على فخذه ، ثم ركبت فكنت ألقى من أزواجه يفخرن عليّ بقولهن : يا بنت اليهودي ، وكنت أرى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتلطف بي ويكرمني ، فدخل علي يوما وأنا أبكي فقلت : أزواجك يفخرن عليّ ويقلن : بنت اليهودي قالت : فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم غضب ثم قال : «إذا قالوا لك أو فاخروك فقولي : أبي هارون وعمي موسى» [٦١٣].
أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي وأبو القاسم الحسين بن علي (٦) بن الحسين الزّهري ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد البوشنجي (٧) ، وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد قالوا (٨) : أخبرنا عبد الرّحمن بن محمد
__________________
(١) بالأصل وخع : «أحدا» والصواب عن الواقدي.
(٢) في الواقدي : العرب.
(٣) اللفظتان غير مقروءتين بالأصل وخع ، والمثبت عن الواقدي ، وفي المطبوعة : «النزاز» وفي ياقوت : الشّق بالكسر من حصون خيبر.
(٤) عن خع والواقدي ، وفي الأصل : إليها.
(٥) في الواقدي : مقنعة.
(٦) بالأصل : «وأبو الحسين علي» وفي خع «وأبو الحسين بن علي» والمثبت والزيادة عن سند مماثل ، وانظر المطبوعة.
(٧) الأصل وخع : البوسنجي ، بالسين المهملة ، والصواب المثبت ، انظر معجم البلدان «بوشنج» والأنساب «البوشنجي».
(٨) بالأصل وخع : قال.