أبي خيثمة ، أنبأنا الأثرم عن أبي عبيدة (١) :
أن النبي صلىاللهعليهوسلم تزوجها ـ يعني زينب بنت جحش ـ في ثلاث من الهجرة.
قرأت على أبي غالب بن البناء ، عن أبي محمّد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدثنا الحسين بن الفهم ، حدثنا محمّد بن سعد (٢) أخبرنا محمّد بن عمر ، حدثني عمر بن عثمان بن عبد الله الجحشي عن أبيه قال :
تزوج رسول الله صلىاللهعليهوسلم زينب بنت جحش ، لهلال ذي القعدة سنة خمس من الهجرة ، وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة [٦٠٨].
قال : وحدثنا محمّد بن سعد (٣) ، أخبرنا محمّد بن عمر ، حدثني عمر بن عثمان بن عبد الله بن جحش [عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة قالت : سمعت أمي أم سلمة تقول :
وذكرت زينب بنت جحش] فرحّمت عليها وذكرت بعض ما كان يكون بينها وبين عائشة ، فقالت زينب : إني والله ما أنا كأحد من نساء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إنهن زوّجن بالمهور ، وزوّجهن الأولياء ، وزوّجني الله رسوله ، وأنزل فيّ الكتاب يقرأ به المسلمون ، لا يبدّل ولا يغيّر (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ)(٤) الآية.
قالت أم سلمة : وكانت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم معجبة ، وكان يستكثر منها ، وكانت امرأة صالحة صوامة قوامة ، صناعا (٥) تصدّق (٦) بذلك كلّه على المساكين.
__________________
(١) قول أبي عبيدة نقله ابن عبد البر في الاستيعاب ٤ / ٣١٤ هامش الإصابة. وابن الأثير في أسد الغابة ٦ / ١٢٥.
(٢) طبقات ابن سعد ٨ / ١١٤.
(٣) طبقات ابن سعد ٨ / ١٠٣.
(٤) سورة الأحزاب ، الآية : ٣٧.
(٥) كذا بالأصل وابن سعد ومختصر ابن منظور ٢ / ٢٨١ «صنعا» وهو خطأ ، يقال للمرأة الحاذقة الماهرة بعمل اليدين : «صناع» ، وفي الإصابة ٤ / ٣١٤ وكانت زينب امرأة صناع اليدين فكانت تدبغ وتخرز ... وانظر اللسان «صنع».
(٦) في ابن سعد والإصابة : تتصدق.