رجلا منهم أحب إلي من أن اقتل سبعين من غيرهم ذلك بأن الله قال : (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ) (١).
أخبرنا أبو القاسم الشحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الكرابيسي الهروي ـ بها ـ أنا أحمد بن نجدة ، نا الحسن بن الربيع ، نا عبد الله بن المبارك ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيّب ، أن أبا بكر لما بعث الجنود نحو الشام : يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ، قال : لما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم حتى بلغ ثنيّة الوداع فقالوا : يا خليفة رسول الله أتمشي ونحن ركبان؟ فقال : إني احتسب خطاي هذه في سبيل الله ، ثم جعل يوصيهم فقال : أوصيكم بتقوى الله. اغزوا في سبيل الله ، فقاتلوا من كفر بالله ، فإن الله ناصر دينه ، ولا تغلّوا ، ولا تغدروا ، ولا تجبنوا ، ولا تفسدوا في الأرض ، ولا تعصوا ما تؤمرون ، وإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث خصال فإن هم أجابوكم (٢) فاقبلوا منهم ، وكفوا عنهم : ادعوهم إلى الإسلام فإن هم أجابوكم (٢) فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين ، وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين ، فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين وليس لهم في الفيء والغنائم شيء حتى يجاهدوا مع المسلمين ، فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فادعوهم إلى الجزية ، فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفّوا عنهم ، وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم فقاتلوهم إن شاء الله ولا تعزقن نخلا ، ولا تحرقنها ، ولا تعقروا بهيمة ، ولا شجرة تثمر ، ولا تهدموا بيعة ، ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء ، وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له ، وستجدون آخرين اتّخذ الشيطان في أوساط رءوسهم أفحاصا فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله.
وأخبرنا أبو القاسم الشحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية : ١٢.
(٢) بالأصول «أجابوك» خطأ.