كوثر بن حكيم ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن أبابكر بن أبي قحافة رضياللهعنهم : بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معهم نحوا من ميلين. فقيل له : يا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم لو انصرفت. قال : لا ، إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من اغبرّت قدماه في سبيل الله عزوجل حرمهما الله على النار» [٤٥١] ثم بدا له في الانصراف إلى المدينة فقام في الجيش فقال : أوصيكم بتقوى الله عزوجل : لا تعصوا ، ولا تغلوا ، ولا تجبنوا ، ولا تهدموا بيعة ، ولا تعزقوا نخلا ، ولا تحرقوا زرعا ، ولا تجشروا بهيمة ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تقتلوا شيخا كبيرا ، ولا صبيا صغيرا. وستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم للذي حبسوها فذروهم وما حبسوا أنفسهم له. وستجدون أقواما قد اتخذت الشياطين أوساط رءوسهم أفحاصا فاضربوا على أعناقهم. وسترون ـ وقال ابن المزرفي : وستردون (١) ـ بلدا يغدو ويروح عليكم فيه ألوان الطعام ، فلا يأتيكم لون إلّا ذكرتم اسم الله عليه ولا ترفعوا لونا ـ وقال ابن المزرفي ولا يرفع لون ـ إلّا حمدتم الله عزوجل عليه.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا أبو محمد عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي ، نا محمد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، أخبرني صفوان بن عمرو ، عن عبد الرّحمن بن جبير : أن أبابكر لمّا وجّه الجيش إلى الشام قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أمرهم بالمسير إلى الشام وبشّرهم بفتح الله إياها حتى تبنوا فيها المساجد فلا نعلم أنكم إنما تأتونها تلهيا. والشام أرض شبيعة يكثر لكم فيها من الطعام فإياي والأشر. أما ورب الكعبة لتأشرنّ ولتبطرنّ ، وإني موصيكم بعشر كلمات فاحفظوهن : لا تقتلن شيخا فانيا ولا صبيّا صغيرا ولا امرأة ولا تهدموا بيتا ولا تقطعوا شجرا مثمرا ، ولا تعقرن بهيمة إلّا لأكل ، ولا تحرقوا نخلا ولا تعزقوه ، ولا تعصر ولا تجبن ولا تغلل وستجدون قوما قد حبسوا أنفسهم فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون آخرين محلقة رءوسهم فاضربوا مقاعد الشيطان منها بالسيوف ، والله لئن أقتل
__________________
(١) بالأصل «وسترون» والمثبت عن خع ، وفي خع : المزرقي بالقاف تحريف ، والصواب بالفاء نسبة إلى مزرفة ، بلدة ، وقد تقدمت الإشارة إليها.