قوله إن عمر ولّى أبا عبيدة بالمدينة ، وإنما ولاه وهو مقيم بالشام ، فبعث إليه بكتاب توليته وهم محاصر ودمشق ، فكتمه أبو عبيدة خالدا حتى تم الفتح.
والثالث : قوله إن أبا عبيدة كان البريد ، [وإنما كان البريد](١) عقبة بن عامر. ويدل عليه أيضا إجماع أهل التواريخ على أن فتح دمشق كان سنة أربع عشرة ، وبلا خلاف أن أبا بكر وفي سنة ثلاث عشرة في جمادى الآخرة.
ويدل على أن البريد كان بفتح دمشق عقبة بن عامر لا أبو عبيدة : ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما الطّحّان ، أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد بن الخلّال ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي بن الحسين الصّيدلاني المقرئ ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النّيسابوري ، نا أبو الأزهر ، نا وهب بن جرير ، ثنا أبي قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن علي بن رياح ، عن عقبة بن عامر قال : قدمت على عمر رضياللهعنه بفتح دمشق وعليّ خفّان. فقال : كنت تمسح عليهما؟ قلت : نعم ، قال : منذ كم؟ قلت : منذ جمعة. قال : أصبت السّنّة. هكذا رواه جرير بن حازم ، عن يحيى عن (٢) يزيد وتابعه الوليد بن مسلم ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد.
وهو ما قرأته على أبي محمد بن عبد الكريم بن حمزة السّلمي ، عن عبد العزيز [بن أحمد](٣) التميمي ، أنا أبو نصر بن الجندي وعبد الرّحمن بن أبي العقب قالا : أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، نا أبو عبد الملك ، نا ابن عائذ قال : قال الوليد : وأما عبد الله بن لهيعة فحدثنا عن يزيد بن أبي حبيب ، عن علي بن رباح ، عن عقبة بن عامر قال : أبردت بفتح دمشق وعليّ خفان جرمقيّان (٤). فقال عمر : متى عهدك؟ قال : يوم الجمعة وهذا يوم الجمعة ، وما زلت أمسح منذ خرجت. قال : أصبت.
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور ١ / ٢١١.
(٢) عن خع وبالأصل «بن».
(٣) زيادة عن خع.
(٤) في اللسان «جرمق» : الجرموق خف صغير ، وقيل : خف صغير يلبس فوق الخف. والجرامقة : أنباط الشام واحدهم جرمقاني ، قد تكون هذه النسبة إلى جرامقة الشام.