أخبرنا أبو الحسين الخطيب ، أنا جدي أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأ أبو الحسن الربعي ، أنا أبو الفرج العباس بن محمّد بن حيان ، أنا أبو العباس بن الزفتي (١) ، أنا محمّد بن محمّد بن مصعب ، أنا محمّد بن المبارك ، نا الوليد ، أخبرني غير واحد من شيوخ دمشق قالوا : بينما المسلمون على حصار دمشق إذ أقبلت خيل عظيمة مخمرة بالحرير ، هابطة من ثنية السليمة. فرآهم المسلمون وهم منحدرون منها ، فخرج إليهم جماعة من المسلمين فيما بين بيت لهيا (٢) والثنية التي هبطوا منها ، فهزمهم الله تعالى ، وطلبهم المسلمون : يترحل هؤلاء وينزل هؤلاء ، حتى وقفوا على باب حمص. فظن أهلها أنهم لما يأتوا حمص إلّا وقد صالحوا أهلها. فقالوا : نحن على ما صالحتم عليه أهل دمشق. ففعلوا.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي ، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي ، أنا محمّد بن أحمد بن هارون وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب ، قالا : أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك ، أنا ابن عائذ ، قال : قال الوليد : أخبرني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير : أن المسلمين لما افتتحوا مدينة دمشق بعثوا أبا عبيدة بن الجرّاح وافدا إلى أبي بكر وبشيرا بالفتح ، فقدم المدينة فوجد أبا بكر قد توفي ، رحمة الله عليه ورضوانه ، واستخلف عمر بن الخطاب ، فأعظم أن يأتمر أحد من أصحابه عليه ، فولاه جماعة الناس. فقدم عليهم فقالوا : مرحبا بمن بعثناه بريدا فقدم علينا أميرا.
قال الوليد وحدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول أن الذي أبرد بفتح دمشق رجل من الصحابة ليس بأبي عبيدة ، وأنه أخبر عمر أنه لم يخلع خفية من يوم الجمعة إلى يوم الجمعة ، فقال [أصبت](٣).
قال أبو عبد الله بن عائذ : الوافد عقبة بن عامر ، هذا أصح ، وعليه الناس.
في حديث عبد الرحمن بن جبير خطأ في مواضع ثلاثة : أحدها قوله : إن دمشق فتحت في خلافة أبي بكر ، وإنما حوصرت في خلافته ولم تفتح إلا بعد وفاته. والثاني :
__________________
(١) بالأصل وخع «الرقي» والصواب ما أثبت وقد تقدم مرارا.
(٢) بيت لهيا : بكسر اللام ، قرية مشهورة بغوطة دمشق (معجم البلدان).
(٣) الزيادة عن خع.