مصالحة خالد ففعل. فدخل من على باب الجابية وباب الصغير قسرا ، ودخل خالد بن الوليد ومن كان معه على باب الشرقي على مصالحة ، فالتقت خيولهم في سوق مقسلاطها. فتذاكروا دخولهم إياها بالصلح والقسر؟ فاجتمع رأيهم جميعا على أن يرفعوا عن أهلها السنان (١) والسيف والصلح (١).
قال واقد فذكرته لسعيد وابن جابر فقالا : كذلك اجتمع رأيهم إذ (٢) اشتبه عليهم أيهما كان قبل الآخر القسر أو الصلح فجعلوها كلّها صلحا وذمة.
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر محمد بن هارون الجندي وأبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن ، قالا : أنا أبو القاسم علي بن يعقوب ، نا أبو عبد الملك ، نا ابن عائذ قال : قال الوليد : فذكرته لسعيد بن عبد العزيز وابن جابر فقالا : كذلك اجتمع رأيهم إذ (٢) اشتبه عليهم أيهم كان قبل الآخر القسر أو الصلح ، فجعلوها كلها صلحا وذمة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشير قال : قال : هؤلاء بإسنادهم يعني منسوخة : [ثم مضى](٣) عمر بن الخطاب على جده وإنصافه. وكان أعظم همّه وهمّ المسلمين معه جيوشهم التي بالشام. فكانوا أعظم همّه. قالوا : وهم في حصارهم بدمشق لا يفتحونها ، والأمراء على منازلهم ، وخالد عليهم لم يحركوه لأن لا يرى العدو اختلاف أمورهم.
وكتموا من العدو وفاة أبي (٤) بكر بجهدهم (٥). فلما طال عليهم الحصار دسّ بطريقهم عيونا فجسّوا عساكرهم وأمراءهم. ثم عادوا إلى عظيمهم فسألهم بما جسّوا ورأوا.
فقالوا : أما الليل فطول القيام ، وأما النهار فالخير الظاهر والحرص على الجهاد. وإن وجد أحدهم نعلا أو كبة من شعر أو غزل دفعها إلى صاحب الغنم (٦) ، فإذا قال صاحب
__________________
(١) كذا وردت العبارة بالأصلين ، وفي المطبوعة : يرفعوا عن أهلها السباء والسيف وأمضوا الصلح.
(٢) بالأصل : «إذا».
(٣) الزيادة عن خع ومكانها بالأصل : «معنى» تحريف.
(٤) بالأصلين «أبو».
(٥) عن خع وبالأصل «عهدهم».
(٦) في خع : «المغنم» وفي المطبوعة : المقسم.