الزاغوني (١) أنبا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، نا يحيى [بن] محمد بن أحمد بن صاعد [نا محمّد](٢) بن إسماعيل السلمي ، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن ، نبأنا بشر بن عون القرشي أبو عون ، نا بكار بن تميم ، عن مكحول ، عن واثلة قال : غدونا إليه نسأله أنا وعبد الله بن حزام بن سعد فقلنا له : حدثنا حديثا ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا زيادة فيه ولا نقصان كأنا حضرناه. فأغضب الشيخ فاستوفز لنا فجلس فقال : أفيكم أحد يقرأ القرآن؟ قالوا : كلنا. قال : أفيكم أحد يقرأ في هذه الليلة شيئا؟ قالوا : نعم ، قال : فهل تخافون أنكم قد متم أو أخّرتم أو نسيتم أو سهوتم؟ ثم قالوا : ما نأمن من ذاك. قال : فالكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تخافون أن تكونوا قد فعلتم ، وحديث قد سمعناه مذ حقب من الدّهر تسألونا ، عنه على مثل ذلك إذا وضعناه على وجه حلاله وحرامه بمعناه (٣) الذي عني به ، فإنّا لا نأمن أن نقدّم أو نؤخر فيما سوى ذلك. ثم فتح لهم الحديث فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لحذيفة بن اليمان ، ومعاذ بن جبل وهما يستشيرانه في المنزل فأومأ إلى الشام ، ثم سألاه فأومأ إلى الشام ، ثم سألاه فأومأ إلى الشام ، ثم قال : «عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله تبارك وتعالى ليسكنها خيرته من عباده ، فمن (٤) أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله عزوجل قد تكفّل لي بالشام وأهله» [٣٦].
أخبرناه والدي الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله تعالى ـ بقراءتي عليه ـ قال : وهذه الأحاديث غير محفوظة والمحفوظ حديث حوالة بن عبد الله. وقد رواه ، عن عبد الله بن حوالة بسر (٥) بن عبد الله الحضرمي وأبو عبد السلام صالح بن رستم ، ويونس بن ميسرة بن حلبس الحلاني (٦) الدمشقيين
__________________
(١) بالأصل «الزاوي» والتصحيح عن اللباب لابن الأثير ، وهذه النسبة إلى قرية زاغوني من أعمال بغداد. وفي اللباب «عبيد الله» بدل «عبد الله».
(٢) زيادة استدركت عن المطبوعة.
(٣) عن المطبوعة ، وبالأصل «نفعناه».
(٤) بالأصل : «فمن أتى فليلحق بيمنه ولينشق عذره».
(٥) بالأصل وخع «بشر» والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب ، وفي المطبوع «بن عبيد الله» خطأ.
(٦) كذا بالأصل وخع ، وسقطت من المطبوع ، ولم ترد في ترجمته في تهذيب التهذيب ، وفي التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٤٠٢ «الجبلاني» هذه النسبة إلى جبلان قبيلة بحمص في حمير. وفي الأنساب وقعت الحبلاني بالحاء المهملة خطأ.