اليمن كله ، وفشوا مع ذلك في الأرض حتى نزل جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بدمشق وهي مدينتها ، وسمّاها جيرون وهي إرم ذات العماد ، وليس أعمدة الحجارة في موضع أكثر منها بدمشق. فبعث الله تعالى هود بن عبد الله بن رباح بن خالد بن الخلود (١) بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح نبيّا إلى عاد يعني إلى أولاد عاد بالأحقاف فكذبوه فأهلكهم الله تعالى.
قال أبو الحسن : وقرأت في بعض الكتب أن جيرون ويدبل (٢) كانا أخوين وهما ابنا سعد بن لقمان بن عاد ، وهما اللذان يعرف جيرون وباب البريد بدمشق بهما.
قال : نا أبو الحسين أخبرني أحمد بن حميد بن أبي العجائز قال : قال منصور بن يحيى بن سعيد الموصلي : المدن القديمة : الكعبة ومصر ودمشق والجزيرة والأبلّة ونينوى وحرّان والسوس الأقصى (٣).
قال : وأخبرني أبو القاسم أيوب بن سليمان بن ابنة الرازي ، نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ـ بسامرة ـ حدثنا محمد بن يحيى ، نا أحمد بن هارون ، نا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القشيري الدمشقي ، نا سعيد بن الحرث بن ميمون الصّنعاني :
عن وهب بن منبّه قال : ودمشق بناها العادر (٤) غلام إبراهيم الخليل وكان حبشيّا وهبه له نمرود (٥) بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار ، وكان اسم الغلام دمشق ، فسمّاها على اسمه ، وذلك بعد الغرق. وكان إبراهيم صلىاللهعليهوسلم جعله على كل شيء ، وسكنها الروم بعد ذلك بزمان.
قال أبو الحسين الرازي : وحدث في الكتاب الذي سمّاه أبو عبيدة محمّد بن
__________________
(١) في مختصر ابن منظور : الجلود.
(٢) كذا بالأصل ومخطوطة الخزانة العامة ، وفي مختصر ابن منظور ، والمجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع «بريد».
(٣) بالأصل «والسوس والأقصى» والسوس : بلدة بالمغرب ، والأبلّة : بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة.
ونينوى : قرية بالموصل.
(٤) في مختصر ابن منظور : العازر.
(٥) في مخطوطة الخزانة العامة الرباط بإعجام الذال.